أخبار عاجلة

خبير فلكي: مرصد "أضار" يستكشف الأجرام السماوية من الأراضي المغربية

خبير فلكي: مرصد "أضار" يستكشف الأجرام السماوية من الأراضي المغربية
خبير فلكي: مرصد "أضار" يستكشف الأجرام السماوية من الأراضي المغربية

يواصل مازن يونس، خبير فلكي بريطاني ذو أصول عراقية، أنشطته في الرصد الفلكي بالمغرب انطلاقا من مرصده البسيط الذي أسسه قبل مدة ليست بالطويلة على مستوى قرية “أضار” بدائرة إيغرم التابعة لإقليم تارودانت، إذ يحاول التأسيس من خلاله لمفهوم علم “الفلك الشعبي” الذي يُشرك عامة الناس في الرصد بخلاف الرصد الاحترافي الذي يقتصر على المحترفين والعلماء ويبقى ذا أغراض بحثية.

مازن، الذي حاز البكالوريوس بالعراق والماجستير ببريطانيا أكد لهسبريس أن “اختيار هذه المنطقة القروية يرتبط بعدد من المعطيات الموضوعية، على رأسها قلة التلوث الضوئي، فضلا عن العلو على سطح البحر الذي يُمكّن من الوصول إلى نتائج جيدة للرصد؛ فالمغرب في نهاية المطاف وجهة جيدة للراصدين الفلكيين، سواء الهواة أو الاحترافيين”.

وسجل الخبير ذاته أن “هناك مساعدة من الساكنة في التأسيس لهذا المرصد الذي حمل اسم ‘أضار’ في نهاية المطاف”، مردفا: “كان هناك تنافس بين عدد من الدواوير بالجهة من أجل استضافة هذا المرصد الذي نأمل تطويره بشكل جيد بغرض الوصول إلى نتائج جيدة من وراء عملية الرصد مستقبلا”.

ويقوم مازن بتعريف ساكنة منطقة “أضار” وخاصة التلاميذ المنحدرين منها بكيفية رصد الفضاء والأجرام السماوية من خلال اعتماد التلسكوب، ما جعل عددا من الشرائح التي كان لديها فهم قاصر لهذه المسألة تراكم بعض الأفكار بخصوصها.

باعتماد تلسكوبه الرئيس تمكن الفلكي ذاته من الخوض في مكونات السماء وما تحتويه من مذنبات ونجوم وسديم، إذ التقط عددا من الصور في هذا الصدد، بداية بصور “مذنب 12P Pons brooks” وكذا “مجرة الألعاب النارية Firework Galaxy”.

ولم يتوقف نشاط الفلكي العراقي الأصل عند هذا الحد، بل استطاع من خلال مرصده البسيط بقرية “أضار” أخذ صور أكثر قربا لـ”نجوم الثريا Plaides”، فضلا عن السديم الثلاثي في كوكبة الرامي “Trifid Nebula” الذي يعتبر أحد المحاضن الكونية للنجوم حديثة الولادة؛ ثم صور أخرى لـ”سديم الوشاح Veil Nebula” كبقايا وأشلاء نجم انفجر قبل 10 آلاف سنة.

وجوابا عن كيفية قيام المرصد ذاته بعمله كشف عضو الجمعية الفلكية البريطانية أنه “يتم التحكم فيه من بريطانيا، في وقت يوجد صديق مغربي يشرف عليه بمنزله في قرية أضار بإقليم تارودانت، وهو الآخر شغوف بهذا المجال، تم تدريبه وتعريفه بطرق العمل والإشراف على جهاز التلسكوب بشكل أساسي للوصول إلى نتائج إيجابية على مدار الوقت”.

مُحدثنا قال في إفادته للجريدة كذلك إن “تثبيت هذا المرصد أتى بعد عدد من المحاولات منذ سنة 2019، والتردد على عدد من المناطق للتأكد من توفرها على مقومات احتضانها لهذه التجربة العلمية ذات الطابع الشعبي أكثر من الاحترافي”، مشيرا إلى أنه “في البداية كانت هناك مشاكل في الحصول على الرخص، ومشاكل أخرى مازالت موجودة تتعلق بالبعد عن المدينة وضعف شبكة الأنترنيت أحيانا”.

مازن يونس، المنتمي إلى قسم الأجرام السحيقة والتصوير Deep Sky Object، أكد “وجود تصورات للتوجه نحو الرفع من وضعية هذا المرصد حتى يتسنى لنا أن نستضيف ضمنه عددا من الباحثين الأجانب، وحتى يبقى محجًا لعدد من هواة استكشاف الفضاء ومراقبة حركية النجوم على مستوى العالم”.

كما ذكر عضو “الجمعية الدولية للمحميات الضوئية” أن هذا المرصد هو الوحيد بجهة سوس ماسة، وصار معروفا على المستوى العالمي، مردفا: “نلجأ دائما إلى الإشارة إلى أن الصور المتوصَّل بها صادرة عن مرصد قرية ‘أضار’ بالمغرب. وهناك اهتمام خارجي بهذا المرصد المتواضع الذي يساهم في نهاية المطاف في توفير نتائج رصد جد ممتازة بالنظر إلى المقومات الخارجية المساعدة على ذلك”.

مُواصلا حديثه عن المغرب وموقعه كمنطقة مناسبة للرصد الفلكي اعتبر يونس مازن أن البلد “يحتوي على عدد من المناطق المرتفعة عن سطح البحر التي يمكن أن تضم مراصد أخرى تتم الاستعانة بها لمراقبة السماء، والمساهمة في التأسيس لسياحة علمية بالمملكة من خلال جذب عدد من العلماء والهواة”.

ولم يكن العالم البريطاني العراقي ليفوت الفرصة دون حديثه عن مرصد أوكايمدن الفلكي المتواجد بجبال الحوز بالقرب من مدينة مراكش، إذ اعتبره “مرصدا احترافيا من الطراز العالي ويوفر نتائج جيدة ويضم فريقا متميزا بقيادة زهير بنخلدون، وهو في نهاية المطاف بمثابة مؤسسة للبحث العلمي في مجال الرصد الفلكي ذات صيت بشمال إفريقيا ومعروفة منذ زمن”.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق الخلاف يتمدد بين الأغلبية و"رئيس حسان"
التالى قضاة الفوج 46 يؤدون اليمين القانونية