- مـقـالات
سناء السعيد
سناء السعيد
فى أعقاب التطورات المفاجئة التى جرت فى سوريا خلال الأيام الماضية إثر انسحاب وحدات الجيش السوري أمام الهجوم المباغت الذي شهدته مدينة حلب لأول مرة منذ سنوات، وهو الهجوم الذي نفذته هيئة تحرير الشام وفصائل مسلحة، أبدت دول عربية وإقليمية تخوفات وقلقا من تجدد الصراع فى سوريا، وما قد يشكله من مخاطر كبرى على المنطقة. وبدورها عبرت مصر عن قلقها البالغ إزاء هذه الأحداث المتصاعدة على الأراضى السورية لا سيما مع ما قد يكون لها من تداعيات سلبية على الأمن القومى المصرى والعربى على حد سواء، ولا سيما أن هذه الأحداث تأتى فى ظل واقع ملتهب يشهده الإقليم فى الوقت الراهن بدءا من حرب إسرائيلية ضروس على كل من قطاع غزة ولبنان، وتوقعات باتساع رقعة الصراع لتشمل دولا أخرى بالمنطقة.
فى معرض الحديث عن الواقع بالنسبة للأحداث تتجلى رؤية مصر التى تظل ثابتة حيال سوريا، حيث ترفض مصر التدخلات الخارجية فى الشأن السورى، وتطالب بضرورة الحفاظ على وحدة الأراضى السورية، مع الدعوة إلى خروج كافة الميليشيات المسلحة الموجودة على الأراضي السورية باعتبارها الخطوة الأساسية للقضاء على ذرائع الجماعات المسلحة فى التواجد بسوريا، وكذلك تحقيق مصالح وتطلعات الشعب السوري. وهنا لابد أن نأخذ فى الاعتبار أهمية الدور المصرى فى سوريا و طبيعته لا سيما أن ما يحدث فى سوريا له تأثير مباشر وغير مباشر على الأمن القومى المصرى رغم البعد الجغرافي النسبي بين الدولتين سواء من خلال خطر الارهاب، أو توازن القوى الاقليمية، أو التداعيات الاقتصادية والسياسية حيث ترى مصر فى سوريا دولة محورية فى المنطقة، ولهذا فإن أية تغييرات جذرية فيها ستلقى بظلالها على التوازنات الاقليمية التى تؤثر بالتبعية على المصالح المصرية.
لقد خرج خبير عسكرى مؤخرا ليؤكد أن الأزمة السورية الحادثة اليوم أدت إلى خلق مزيج معقد من التحديات الأمنية والإنسانية والسياسية التى أثرت بالتبعية على كل دولة فى المنطقة. ويكفى أن هذه الأزمة قد أفرزت واحدا من أخطر التنظيمات الارهابية، ألا وهو تنظيم " داعش" الذى سيطر على مساحات واسعة فى كل من سوريا والعراق. وفى أعقاب الأحداث التى تعرضت لها سوريا مع تحرك المعارضة المسلحة ضد الرئيس بشار، وبعد أن دخلت قواتها للعاصمة دمشق، وإعلانها هروب " بشار" ونهاية حقبته قال القائد فى هيئة تحرير الشام "أبو محمد الجولانى": "إن الاستعداد قائم للتعاون مع أى قيادة يختارها الشعب، وإن المؤسسات العامة ستظل تحت إشراف رئيس الوزراء السابق حتى يتم تسليمها رسميا".
لقد غادر الأسد إلى وجهة غير معلومة، وقام حزب الله بسحب عناصره من محيط دمشق ومن حمص إلى لبنان.وظهر موقف ايران غامضا بشكل متزايد إزاء هذه التطورات. بل إن مقاتلا تابعا لإيران قال: " لقد تخلوا عن سوريا، وغادرت القوات الايرانية دمشق". ظهر كل هذا فى وقت حقق فيه مقاتلو هيئة تحرير الشام فى أقل من أسبوعين تقدما غير مسبوق باتجاه العاصمة دمشق. وللحديث بقية..