- مـقـالات
أمجد عبد الحليم
أمجد عبد الحليم
في توقيت شديد الدقة، وفي أجواء اقتصادية وسياسية صعبة تحيط بالوطن من كل جانب يقترب موعد بداية استحقاق نيابي هام في منتصف العام القادم وانتخابات برلمان مصر بغرفتيه، فهل نحن على أعتاب حراك حزبي مبكر يمنح الناخب فرصة وافية لتكوين رأيه حول من سينتخبهم ليمثلوه ويعبروا عن آماله وآلامه تحت قبة البرلمان؟
طبيعي مثل كل بلدان العالم أن تنشط الأحزاب السياسية قبل مواسم الانتخابات، وأن تسعى لإقناع الناخبين ببرامجها، ورؤيتها للمستقبل، لدينا في مصر قرابة الـ100 حزب، ولكن ربما مازالت الحياة الحزبية تحتاج إلى تنشيط بعد أن ابتعد أهل السياسة، والفكر قليلاً عن المشهد وقل اهتمام الناس بأمور الأحزاب والنخب السياسية، ليس المهم هو العدد، ولكن الأهم هو التأثير والتواصل مع قواعد الجماهير، أن نقدم للمواطن شكلاً حزبيًّا يقوم على الفكر وحرية الرأي ودعم الوطن وتصحيح المفاهيم ودرء الشائعات وتقديم بدائل وحلول لمشاكلنا المزمنة، لا أن يقتصر دورها فقط على شكل خدمي ينبغي أن تقوم به في الأساس المؤسسات والجمعيات الخيرية.
تظل الأحزاب هى الركيزة الأولى للحياة السياسية، وتظل الحياة السياسية هي جزء أصيل من حياة الناس تؤثر في كل مجالات معيشتهم، لذلك، ونحو برلمان قوى يعبر عن مجتمع متماسك واعٍ، لا بد أن تبدأ الأحزاب من الآن في تطوير ذاتها وتحديد هويتها السياسية، لا مانع من تحالف البعض معًا، أو من وجود أحزاب جديدة، ولكن يظل الهدف هو خلق حالة من الحراك المحمود الذى ينتج في النهاية برلمانًا يعبر عن شعب عظيم لدولة عرفت الحياة النيابية والحزبية قبل أغلب بلدان العالم المتقدمة الآن.. ليكن حراكًا صحيًّا يأخذ بيد الوطن والمواطن من أجل سنوات أفضل لشعب ينتظر، ووطن يستحق