"العبد" و"أيور" في مهرجان الغردقة

يسجل المغرب هذه السنة الحضور ضمن فعاليات مهرجان الغردقة لسينما الشباب بمصر، بشريطين سينمائيين يشاركان إلى جانب أفلام اختيرت من مجموعة من الدول العربية والأجنبية، على غرار السعودية، ليبيا، الأرجنتين، ألمانيا، إيطاليا وسلطنة عمان.

يمثل المغربَ فيلمُ “العبد” لمخرجه عبد الإله الجوهري، بعد سلسلة من التتويجات الدولية، في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة، وفيلم “أيور” للمخرجة زينب واكريم في مسابقة الأفلام القصيرة.

تدور أحداث فيلم “أيور” حول قصة طفلين من الأطفال المصابين بمتلازمة جفاف الجلد المصطبغ، وهو مرض نادر يعاني أصحابه من حساسية مفرطة من الأشعة فوق البنفسجية، سواء القادمة من الشمس أو من الأضواء، فيضطرون لعيش حياتهم في الظلام.

وتسلط واكريم على مدار 13 دقيقة من زمن الفيلم الذي تم تصويره بمدينة مراكش، الضوء على الحياة اليومية للمراهقين صمد وحسناء، اللذين يخرجان مغلفين في بدلة تشبه كثيرا تلك التي يرتديها رواد الفضاء، تغطيهما من الرأس إلى أخمص القدمين، لحمايتهما من أي أشعة قد تسبب لهما ضررا، فيهرب المراهقان من ضوء النهار ويلتجئان إلى ضوء الفن والرسم كملاذ للتخفيف من معاناتهما.

أما شريط “العبد”، الذي صنع بنظرة فنية واضحة، فقد اشتغل فيه مخرجه على موضوع غير مسبوق في السينما المغربية والدولية، هو موضوع العبودية والحرية، في طرح فكري مغاير يدعو المشاهد إلى التفكير.

وكشف المخرج عبد الإله الجوهري، في دردشة سابقة مع هسبريس، أن هذا العمل ينتصر للواقع المغربي والتراث الوطني، صور بتقنيات عالية الجودة، فكانت الصورة والصوت متكاملين وفي المستوى، مبرزا أنه جرى إنجازه بالمنطقة الشرقية بين مدينتي فكيك ووجدة، وهي فضاءات أبرزت الطابع المغربي بشكل ملموس، معتبرا أن الفضاء يلعب دورا أساسيا لديه في الفيلم وأهم ما يركز عليه عندما يكون في مرحلة كتابة السيناريو.

وعالج الجوهري في شريطه أيضا “الضوابط والقواعد التّي تُقيّد حرية الإنسان المُعاصر أمام مجموعة من الالتزامات المفروضة عليه بشكل يومي، سواء في العمل أو الشارع أو في علاقته مع الآخر”، كما “أجاب عن تساؤلات عديدة ذات علاقة بإكراهات الأعراف والتقاليد التّي تُقيّد حرية الإنسان”.