أخبار عاجلة
موعد صلاة الجمعة في المحافظات اليوم -

اﻟﻤﺤﻤﻴﺎت اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ.. ﺛﺮوة ﻣﻨﺴﻴﺔ

اﻟﻤﺤﻤﻴﺎت اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ.. ﺛﺮوة ﻣﻨﺴﻴﺔ
اﻟﻤﺤﻤﻴﺎت اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ.. ﺛﺮوة ﻣﻨﺴﻴﺔ

المحميات الطبيعية فى مصر كنز وثروة منسية لم يتم استغلالها حتى الآن، وخاصة على مستوى السياحة البيئية والعلمية، وتتميز بمميزات قد لا يكون لها مثيل فى العالم.

حتى الآن تم الإعلان عن 30 منطقة محمية طبيعية فى مصر منذ صدور القانون رقم 102 لسنة 1983 وإعلان محمية رأس محمد أول محمية طبيعية فى مصر فى العام نفسه، كما كانت محمية جبل كامل هى آخر محمية تم الإعلان عنها عام 2012.

وتغطى شبكة المحميات الحالية ما يقرب من 15.5٪ من مساحة مصر، وتشتمل على مواقع ونقاط هامة للتنوع البيولوجى والتراث الثقافى والتكوينات الجيولوجية الفريدة، بالإضافة إلى توفير فرص للبحث العلمى والتعلم، فضلا عن القيمة الترفيهية والاقتصادية لهذه المواقع والنظم البيئية، ناهيك عن القيمة السياحية فى المناظر الطبيعية المتميزة بجمال طبيعى وبيئى متميز ليس على المستوى الوطنى فقط بل على المستوى العالمى أيضا.

تشمل المحميات المصرية التى تم إعلانها أربع فئات: المناطق البحرية المحمية (7 مناطق)، مناطق محميات الأراضى الرطبة (8 مناطق)، الصحراء (10 مناطق) ومحميات جيولوجية (5 مناطق).

وتتميز المحميات الطبيعية بتنوع بيولوجى مما جعلها تصلح لتكون مصدرا اقتصاديا وسياحيا وتجاريا وترفيهيا كبيرا، حيث إنها غنية بالشعاب المرجانية وأشجار المنجروف، والأعشاب والطحالب البحرية، والثدييات البحرية مثل عروس البحر والدلافين، والسلاحف البحرية، أسماك القرش، وخيار البحر، والتمساح النيلى والأسماك الملونة والعديد من الطيور مثل النوارس، والصقور والحبارى والنعام البرى وغيرها، ومن الحيوانات الجبلية الفريدة الأرنب الصحراوى والغزال المصرى والماعز الجبلى وغيرها.

ووفقاً للقانون 102 لسنة 1983 فى شأن المحميات الطبيعية، فإن تعريف المحمية الطبيعية: هى مساحة من الأرض أو المياه الساحلية أو الداخلية والتى تتميز بما تضمه من كائنات حية نباتية أو حيوانية أو ظواهر طبيعية ذات قيمة ثقافية أو علمية أو سياحية أو جمالية، ويصدر بتحديدها قرار رئيس مجلس الوزراء بناء على اقتراح جهاز شئون البيئة.

فى هذا الملف نرصد أبرز المحميات الطبيعية التى حباها الله لمصر وكيفية الاستفادة منها لكى تصبح مصدرا من مصادر الدخل القومى للبلاد.

 

خبراء: كنز قومى يجب استغلاله

 

630.jpg

أكد خبراء أن المحميات الطبيعية فى مصر كنز يمكن أن يدر على البلاد دخلا كبيرا إذا تم استغلاله بالشكل الجيد، لأنها تمتلك مقومات سياحية وبيئية وعلمية لا مثيل لها فى العالم.

وأشاروا إلى أن استغلال المحميات بفكر وإدارة اقتصادية يمكن أن يجذب شرائح جديدة من السياح والزائرين سواء مصريين أو أجانب، وبالتالى يجب التوجه نحو هذا الفكر لكى تكون مصدرا من مصادر الدخل القومى خلال السنوات القادمة.

قالت الدكتورة وفاء عامر، رئيس قطاع حماية الطبيعة بوزارة البيئة سابقا، إن المحميات الطبيعية فى مصر لها قيمة اقتصادية تتمثل فى أنها مصدر لجينات فريدة ممكن الاستفادة منها فى برامج التهجين وتحسين السلالات المستأنسة.

وأضافت «عامر» أنه يمكن تنمية الأنواع البيولوجية فيها وذلك بإكثارها داخل المحمية أو خارجها لتدر منافع عديدة على الدولة والسكان المحليين وتوفير خدمة سياحية متميزة، ومن المشاريع الواعدة فى هذا الصدد إنشاء مراكز تربية وإكثار للغزال المصرى والماعز الجبلى والحبارى والنعام البرى والأرنب البرى والبط البرى والسمان والدجاجة السوداء، مشيرة إلى أن كل هذه الأنواع مصدر فريد للحوم والترفيه والسياحة والتصدير وغيرها.

وأوضحت رئيس قطاع حماية الطبيعة بوزارة البيئة سابقا، أن بعض الأنواع النباتية فى المحميات تعد مصدرا للعقارات الطبية التى نستورد موادها الخام مثل نبات الإيفيدرا (مصدر الإيفيدرين) ونبات الخلة (مصدر الخلالجين) ونبات السلبيم (مصدر السلامارين) ونبات السموه (مصدر للمواد المخفضة لسكر الدم) والسكران (مصدر لمواد قلوية تسمى الهنبان)، وغيرها من النباتات الطبية الهامة التى يمكن إكثارها فى المحميات أو خارجها بتقنية زراعة الأنسجة لاستخراج المركبات الفعالة والحد من استيراد المواد الصيدلانية الخام.

وأشارت إلى أنه يجب العمل على تبنى مجموعة أفكار لتفعيل الإدارة الاقتصادية للمحميات أبرزها إقامة مشروعات بيئية جاذبة للسياحة داخلها، بالإضافة إلى إقامة مشروعات اقتصادية بإدارة بيئية لتعظيم الفائدة من الموروثات الثقافية بالمحمية، وتحسين وتحديث الخدمات والتأمين والإرشاد بمختلف اللغات، فضلا عن العمل على استحداث برامج ترويج سياحية باللغات المختلفة ووسائل توعوية جاذبة، مع العمل على ترويج المواقع والخدمات البيئية لزيادة السياحة إلى مليون سائح بمعدلات إقامة من يومين إلى ثلاثة أيام، لأنه حاليا لا تتعدى مدة إقامة السائح بالمحمية نصف يوم، وأخيرا تدريب العمالة بالمجتمع المحلى وتشغيل العمالة وتنمية المناطق المحمية وخاصة التى تقع بالمناطق الحدودية حفاظا على الأمن القومى المصرى.

وقالت «عامر» إن هناك عدة مبررات لضمان نجاح أفكار الإدارة الاقتصادية للمحميات، أهمها أننا نمتلك 30 محمية طبيعية وتتميز كل واحدة بسمات فريدة على المستوى العالمى، وأن 70% من عائد المحميات الحالى هو حصيلة تذاكر الدخول لثلاث محميات فقط هى رأس محمد وسانت كاترين وجزر البحر الأحمر، وتمثل المحميات الطبيعية بالبحر الأحمر وجنوب سيناء 67% من دخل السياحة الشاطئية فى مصر.

وأشارت إلى أنّ المحميات المصرية تتميز بوجود سكان محليين لديهم الخبرة فى السياحة البيئية وخدماتها ما يساعد فى توظيف ذلك، مع تواجد أماكن واعدة للاستثمار والسياحة العالمية وخاصة فى جزر نهر النيل وساحل البحر الأحمر، فضلا عن وجود تكوينات جيولوجية فريدة على المستوى العالمى.

وطالبت «عامر» بضرورة معرفة قصص النجاح خارج مصر فى هذا المجال والعمل على اقتباس أفكار التنمية الاقتصادية للمحميات منها.

من جانبه قال مجدى سليم، وكيل وزارة السياحة سابقا، إن المحميات الطبيعية من الممكن أن تكون جزءا أصيلا لزيادة دخل السياحة والاقتصاد القومى.

وأضاف «سليم» أن هناك العديد من الأمور التى تضع هذه المحميات الطبيعية على قائمة الأنشطة والمقومات السياحية التى يرغب السائح فى زيارتها بشكل كبير، لكنها تحتاج إلى زيادة الترويج من خلال الحملات الدعائية الإلكترونية وتوضيح ما تتميز به هذه المحميات بشكل منفرد، وكل محمية على حدة.

وأشار وكيل وزارة السياحة سابقا، إلى أن المحميات الطبيعية وجهة مفضلة للسياحة العلمية وكل من يرغب فى التزود من العلم والأبحاث والدراسات التى قد تؤدى إلى اكتشافات وتحقيق توقعات سابقة، مؤكدا أن هذا النمط السياحى هام جدا وأثبت أهميته فى الحفريات الموجودة فى الفيوم بالذات فى وقت من الأوقات.

وأوضح «سليم» أن هيئة تنشيط السياحة كانت تقوم بتنظيم مهرجانات عديدة فى المحميات الطبيعية تتم فيها دعوة الصحفيين والإعلاميين لتغطية هذه المهرجانات وإبراز ما تتميز به هذه المحميات كنوع من الدعايا فى أجهزة الإعلام الخارجية بشكل كبير، ولذلك نحتاج إلى عودة هذه المهرجانات، خاصة فى جنوب سيناء والبحر الأحمر للترويج للمحميات الموجودة بها مثل محمية رأس محمد فى جنوب سيناء، ومحمية وادى الجمال فى مدينة مرسى علم بالبحر الأحمر.

وتابع: «لا يوجد تنظيم زيارات أو رحلات لهذه المحميات الطبيعية، رغم وجود عدد كبير من محبى زيارة هذه الأماكن البيئية حول العالم، وفى حالة وضع خطة جيدة تبرز هذه المحميات ومكانتها للعالم، فإننا نستطيع إضافة شريحة مهمة للحركة السياحية فى مصر، وبالتالى زيادة أعداد السياح الوافدين وبالتبعية زيادة الإيرادات، سواء من المصريين أو الأجانب».

وطالب وكيل وزارة السياحة سابقا بضرورة تنظيم زيارات للمدونين العالميين المتخصصين فى الطبيعة والسياحة وأصحاب الملايين من المتابعين على قنوات «يوتيوب» ووسائل التواصل المختلفة، لإجراء جولة داخل هذه المحميات وإبراز مميزاتها للجمهور، ما يؤدى فى النهاية إلى تشجيع الملايين لزيارتها.

وأضاف: «يجب أيضا زيادة الرحلات التى تتم فى مستويات التعليم المختلفة داخل الجمهورية لهذه المحميات، لأنها تؤدى فى النهاية إلى تعريف الطلاب بشكل كبير بهذه المحميات الطبيعية وأهميتها، ومن خلال رصدهم وتصويرهم لما فيها، ثم النشر على صفحاتهم على وسائل التواصل الاجتماعى، كل ذلك يؤدى إلى زيادة انتشار المحميات وسط المجتمع والترويج لها، واستقبال أعداد أكبر من الزائرين تدريجيا».

وأشار «سليم» إلى أن هناك قدرا من الإهمال للمحميات الطبيعية ناتجا عن عدم قدرتنا على تطبيق مفاهيم التخصص، أى أن كل المسئولين فى السياحة والبيئة يعملون فى كل المجالات، سواء سياحة ترفيهية أو بيئية أو شاطئية أو دينية، ولكن إذا تم تطبيق التخصص، فإن كل مسئول فى مكانه سيؤدى ما عليه بأفضل صورة، وبالتالى يحقق التفوق والنجاح المستهدف، وهذا ما يجب أن تكون عليه المحميات الطبيعية.

وأوضح أن المحميات البحرية ومحميات الفيوم تعانى من الإهمال والتلوث والتعديات، بدلا من الاهتمام بها، حيث تركتها الدولة للعوامل المختلفة التى أدت إلى إصابتها بإصابات بالغة، فى الوقت الذى نجد العالم كله يهتم بهذه المحميات الطبيعية لأنها تدر دخلا كبيرا للدول.

وقال إن المصريين ليس لديهم ثقافة زيارة المحميات الطبيعية، ولدينا قصور شديد فى المعلومات التى نعلمها لأولادنا فى المدارس والجامعات عنها، مطالبا بضرورة إعطاء الطلاب قدرا كبيرا من المعلومات فى مناهج التعليم عن المحميات الطبيعية فى مصر وأهميتها بالنسبة للبلاد.

 

الغابة المتحجرة.. تاريخ ممتد 85 مليون سنة

 

629.jpg

محمية الغابة المتحجرة من أهم الآثار الجيولوجية النادرة فى العالم، لا يوجد لها مثيل، وتزخر بالعديد من الظواهر الجيولوجية وخاصة الأشجار التى تحجرت على مدى ملايين السنين وأصبحت مجالا خصبا للدراسات العلمية والبحثية.

فى عام 1989 أُعلنت منطقة الغابة المتحجرة محمية طبيعية جيولوجية بموجب قرار رئيس مجلس الوزراء رقم 944، لما تتمتع به هذه المنطقة من آثار جيولوجية نادرة تعود إلى حوالى 85 مليون سنة.

هذه المحمية تزخر بجذوع الأشجار المتحجرة ضمن تكوين جبل الخشب الذى ينتمى إلى العصر الأوليجوسينى، ويتكون من طبقات رملية وحصى وطفلة وخشب متحجر يتراوح سمكها من 70 إلى 100 متر، كما أنها غنية بدرجة ملحوظة ببقايا وجذوع وسيقان الأشجار الضخمة المتحجرة والتى تأخذ أشكال قطع صخرية ذات مقاطع أسطوانية تتراوح أبعادها من سنتيمترات إلى عدة أمتار وتتجمع مع بعضها على شكل غابة متحجرة.

ومن المرجح أن تكوين الغابة المتحجرة يرجع إلى أن أحد أفرع نهر النيل القديم منذ العصور الجيولوجية السحيقة قد حمل هذه الأشجار إلى مسافات طويلة وألقاها فى هذا المكان ثم تحجرت.

وتعتبر هذه المنطقة أثرًا جيولوجيًا نادرًا لا يوجد له مثيل فى العالم من حيث الاتساع والاستكمال، كما أن دراسة الخشب المتحجر فيها يساعد على دراسة وتسجيل الحياة القديمة للأرض.

ويقطن الغابة المتحجرة، حيوانات وزواحف نادرة منها السامة وأخرى مسالمة، وتتميز هذه الزواحف بأنها تختبئ فى رمالها الناعمة التى يتناثر فوقها زلط بشكل فنى كلوحة فنية رسمها فنان مبدع، وتحيط بها جبال مرتفعة ومنخفضات هابطة تحتضنها جذور أشجار متحجرة منذ ملايين السنين تنبت من جذوعها نباتات خضراء فريدة النوع، وتحاوطها قناتان للمياه واحدة شرقا والثانية غربا.

كما يعيش بها أكثر من 122 نوعا من النباتات النادرة مثل «نرجس الجبل»، أو «زهور النرجس الأبيض» و«الطيطان» وهى من الزهور النادرة، والمنتشرة داخل المحمية وتدخل مستخلصاتها فى صناعة العديد من أنواع الأدوية الحديثة.

ورغم أهمية المحمية لما تذخر به من كنوز طبيعية، إلا أن يد الإهمال والفوضى ضربتها عقب ثورة 25 يناير 2011، حيث تعرضت لأشكال عديدة من التعدى، وتم نهب رمال الجزء الشمالى المعروفة بجودتها العالية، وأصبحت مخنوقة بالتوسع العمرانى، لذلك قررت وزارة البيئة وضعها ضمن خطتها فى تطوير المحميات الطبيعية.

وفى 2018 تم افتتاح المرحلة الأولى من مشروع التطوير والتى شملت تصميم وتنفيذ العلامات الإرشادية واللوحات المعلوماتية ومظلات استقبال الزوار، ومناطق الزيارات، وتطوير مدخل المحمية الغربى أمام الجامعة الألمانية، وإنارة السور الغربى للمحمية عن طريق تركيب أعمدة إنارة داخلها، وربطها بالمولد الكهربائى.

كما تم مراعاة تسهيل استخدام ذوى الاحتياجات الخاصة للمحمية، بحيث يستطيعون الاستمتاع بقضاء رحلة فيها دون عناء أو جهد، وتطوير البنية الأساسية بالمحمية، بربط المدخل الغربى لها بشبكة مياه الشرب والصرف الصحى، وتطوير الحمامات والمكاتب الإدارية.

وفى 2021 افتتحت وزيرة البيئة الدكتورة ياسمين فؤاد، الخيمة البدوية بمحمية الغابة المتحجرة كأول مشروع للاستثمار البيئى بالمحميات الطبيعية، وأكدت أنه أحد أهم أشكال الاستثمار البيئى بالمحميات، ويربط المواطنين بالمحميات ويعمل على دعم السياحة البيئية والترويج للتراث الثقافى والطبيعى للسكان المحليين بمختلف المحميات الطبيعية. 

كما يعكس فكرة أن السياحة البيئية منتج عالمى يمثل قدرة المجتمع المحلى والقطاع الخاص على تقديم أنشطة داخل المحميات متوافقة بيئيا بما يمكن الوزارة من الاستفادة منها، ونشر ثقافة الاستمتاع بالمحميات الطبيعية مع المحافظة عليها، بالإضافة إلى توفير فرص عمل للسكان المحليين تمكنهم من عرض ثقافتهم وبيع منتجاتهم من كافة المحافظات.

وتتضمن الخيمة البدوية بالغابة المتحجرة عرض المنتجات الطبيعية من المحميات ونقل رسالة للعالم بأهمية الحفاظ على الثقافات المحلية وعرضها للترويج لها.

 

«رأس محمد».. قبلة عشاق الغوص

 

628.jpg

محمية رأس محمد من المحميات الطبيعية النادرة فى العالم كله وليس فى مصر فقط، وتعد ثانى أهم محمية على مستوى العالم خلال الثلاثين عاما الماضية، وثالث موقع غطس عالميا من حيث الأهمية.

إذا كنت من محبى وهواة الاستمتاع بالبحر والغوص ومشاهدة الشعاب المرجانية، فلا بد أن تزور محمية رأس محمد بجنوب سيناء التى تعتبر من أجمل وأروع المحميات الطبيعية فى مصر والعالم، ويطلق عليها البعض «جنة الله على الأرض».

تقع هذه المحمية الرائعة عند التقاء خليج السويس بخليج العقبة، على بعد 12 كيلومترا من مدينة شرم الشيخ، حيث يمكنك زيارتها بـ25 جنيها للفرد و50 جنيها للسيارة التى تتعدى حمولتها 5 أفراد.

تتميز المحمية بالشواطئ المرجانية الموجودة فى أعماق المحيط المائى والأسماك الملونة والسلاحف البحرية المهددة بالانقراض والأحياء المائية النادرة، حيث تحيط الشعاب المرجانية برأس محمد من كل جوانبها البحرية.

كما تشكل المحمية تكوينا فريدا له الأثر الكبير فى تشكيل الحياة الطبيعية بالمنطقة، فضلا عن تكوين الكهوف المائية نتيجة الانهيارات الأرضية «الزلازل» أسفل الجزيرة.

كما أن المحمية موطن للعديد من الطيور والحيوانات المهمة مثل الوعل النوبى بالمناطق الجبلية وأنواع الثدييات الصغيرة والزواحف والحشرات والتى لا تظهر إلا ليلا، كما أنها موطن للعديد من الطيور المهمة مثل البلشونات والنوارس.

وتعد رأس محمد من أهم المحميات الطبيعية فى مصر، وأول محمية فى البلاد يتم الإعلان عنها رسميا، وقد كان ذلك فى عام 1983 على مساحة 97 كيلومترا، لكنها لم تحظ باهتمام ملحوظ حتى عام 1989، حيث وضعت خطة شاملة لتطويرها وتوسعتها حتى وصلت مساحتها لنحو 480 كيلومترا، منها 135 كيلومترا أراضى برية، و345 كيلومترا شعاب مرجانية وبيئة مائية، كما تعد من أكثر المحميات التى تشهد إقبالا من الزوار بنحو 50 ألف زائر سنويا.

وتتميز المحمية بمنطقة شاطئية تصلح للسياحة ومنطقة المانجروف للبحوث العلمية، ومنطقة البركة المسحورة والتى تعتمد على حركة المد والجزر، ومنطقة الزلازل القديمة، ونقاط مشاهدة الشعاب المرجانية والطيور، ومناطق الحفريات.

كما تعتبر المحمية الطبيعية الوحيدة فى مصر التى تحوى أكثر من 150 نوعا من الشعاب المرجانية وأكثر من 1000 نوع من الأسماك.

وتضم محمية رأس محمد حفريات يعود عمرها إلى أكثر من 75 مليون عام، وتعد ثانى أهم محمية طبيعية على مستوى العالم على مدى الثلاثين عاما الماضية، بعد محمية أولورو- كاتا بارك تجوتا باستراليا، كونها تجسيد متكامل لنظام إيكولوجى يشمل البحر بمياهه ذات الألوان المتدرجة باللون الأزرق، والجبال والصخور الشاهدة على الطبيعة المصرية، والنباتات كالمانجروف والشورى، ودرجات الحرارة المعتدلة، والهواء النقى، لتجسد لنا لوحة طبيعية فى تناغم فريد من نوعه فى العالم.

كما تعد محمية رأس محمد ثالث أهم موقع غطس على مستوى العالم، إذ تشمل أكثر من 12 شاطئ تجمع ثلاث بيئات فى تشكيلة رائعة من الطحالب البحرية والشعاب المرجانية والأسماك خاصة أسماك بيكاسو ذات الألوان الزاهية، ما يجعلها قبلة لغواصى العالم.

ويعتقد بعض الباحثين أن محمية رأس محمد هى المكان الذى شهد قصة الخضر وسيدنا موسى، حيث يعتقد البعض أنها مجمع البحرين مستشهدين بكونها نقطة التقاء خليجى السويس والعقبة والبحر الأحمر وصخرة الحوت، ويطلق البعض عليها لقب البركة المسحورة أو البحيرة المسحورة، بسبب تغير لونها أمام الناظرين لسبع مرات فى اليوم الواحد، وكذلك لارتباطها بالعديد من الأساطير إلى جانب اشتهارها بأغراض السياحة العلاجية، إذ يعتقد الأهالى أن نزول هذه البحيرة يحقق الأمنيات.

 

«وادى الريان».. مقصد الطيور المهاجرة

 

627.jpg

تعتبر محمية وادى الريان من أشهر المحميات الطبيعية فى مصر والتى تشهد الإقبال الأكثر من الزوار. وتتميز المحمية ببيئتها الصحراوية المتكاملة بما فيها من كثبان رملية وعيون طبيعية ومسطحات مائية واسعة وحياة نباتية مختلفة وحيوانات برية متنوعة وحفريات بحرية مهمة، إضافة إلى بيئة طبيعية هادئة وخالية من التلوث.

يتضمن وادى الريان مناطق تجذب المواطنين، أبرزها منطقة الشلالات التى تكونت نتيجة تجمع مياه الصرف الزراعى، وهى من مناطق ممارسة الرياضات البحرية.

تشمل المناطق الهامة بالوادى عيون الريان، التى تتكون من كثبان رملية طولية كثيفة متحركة ويوجد بها أربع عيون كبريتية طبيعية، ومجموعة من النباتات منها 16 نوعا من النباتات الصحراوية وحوالى 15 نوعا من الحيوانات البرية الثديية أهمها الغزال الأبيض والغزال المصرى وثعلب الرمال والثعلب الأحمر و16 نوعا من الزواحف وما يزيد على 100 نوع من الطيور المقيمة والمهاجرة.

ويضم الوادى منطقة جبل الريان «جبل المشجبيجة»، وهو من المناطق التى تجذب الجماهير ويحتوى على أخاديد عميقة ويعرف بالصخرة المفلوقة، وهو من الأماكن المفضلة لرؤية بانورامية لوادى الريان وللرحلات.

كما يضم أيضا منطقة وادى الحيتان، التى تعتبر منطقة للحفريات يرجع عمرها إلى حوالى 40 مليون عام وتضم حفريات لهياكل متحجرة لحيتان بدائية وأسنان سمك القرش وأصداف وغيرها من الحيوانات البحرية التى تعتبر متحفا مفتوحا، كما يوجد نبات الشورة متحجرا داخل صخور لينة.

وتتمثل أهمية وادى الريان فى أنه بيئة طبيعية للحيوانات المهددة بالانقراض مثل الغزال الأبيض والغزال المصرى وثعلب الفنك وثعلب الرمل والذئب والطيور المهاجرة النادرة مثل صقر شاهين وصقر الغزال والصقر الحر والعقاب النسارى.

ويقبل الكثير من الزوار والسياح على قضاء وقت طويل داخل أماكن سياحية فى وادى الريان، الذى يزخر بالعديد من الأنشطة والمناطق المميزة التى تتميز برخص أسعارها وكونها فى متناول الجميع، ما يجعلها أحد أبرز الأماكن المشهورة فى الفيوم.

وتضم محمية وادى الريان كلك أكثر من مكان مهم لممارسة الأنشطة فيه، أهمها البحيرات العليا والتى تقع فى وادى المساخيط، وتحتوى على مياه متجددة شبه ملحية، وتقصدها رحلات السفارى لتناول الإفطار على ضفافها.

والبحيرة السفلى، وتقع قرب شلالات وادى الريان، وهى بيئة طبيعية هادئة نظيفة خالية من التلوث، ويقصدها الآلاف يوميا للاستمتاع بالسباحة فيها، والتقاط الصور التذكارية، فضلا عن ركوب المراكب وأخذ جولة بداخلها، بالإضافة إلى منطقة الشلالات، التى تقع بين البحيرات العليا والبحيرة السفلية.

ومن المعالم البارزة للمحمية جبل المدورة، وهو هضبة عالية مستديرة الشكل عمره حوالى 45 مليون سنة، ويقصده السياح والمصريين فى رحلات السفارى، وممارسة رياضة تسلق الجبال، إضافة إلى منطقة مناقير الريان، وهى منطقة جبلية محيطة بمنطقة عيون الريان، وتشبه شكل المنقار، لذلك لقبت بمناقير الريان، وتحتوى على منطقة حفريات وآثار بحرية، وتعد مقصدا للطيور المهاجرة، وتضم أنواعا مميزة من الصقور مثل صقر شاهين والصقر الحر.

 

«وادى دجلة».. متعة المغامرة والتخييم

626.jpg

تعتبر محمية وادى دجلة كنزا من الكنوز المجهولة فى مصر، ومصدرا مهما جدا فى علم الجيولوجيا ويعرف قيمتها وقدرها المتخصصون فى هذا العلم، ما جعلها معملا جيولوجيا نادرا ومن أفضل الأماكن المفيدة لدراسة الحفريات والتراكيب الجيولوجية بسهولة وبوضوح.

إذا كنت من عشاق المغامرة وتسلق الجبال والمشى ولعب الرياضة والتخييم فى أجواء الصحراء، فعليك بزيارة محمية وادى دجلة بالقاهرة، هذه المحمية التى تقع بجوار حى المعادى، ويستغرق الوصول إليها 30 دقيقة من وسط المدينة، حيث تبلغ مساحتها 60 كيلومتراً، وتم الإعلان عنها كمحمية طبيعية فى عام 1999.

يعتبر وادى دجلة من الأودية المهمة لأنه يمتد من الشرق إلى الغرب بطول حوالى 30 كيلومتراً، ويمر بصخور الحجر الجيرى الذى ترسب فى البيئة البحرية خلال العصر الأيوسينى بالصحراء الشرقية منذ حوالى 60 مليون سنة، لذلك فهى غنية بالحفريات، كما يبلغ ارتفاع تلك الصخور على جانبى الوادى حوالى 50 مترا، ويصب فيه مجموعة من الأودية على الجانبين.

وبمجرد دخولك من باب المحمية، ستجد أمامك الكثير من الجبال والمدقات وأماكن التنزه والتخييم، ولذلك فإذا كنت من محبى هواية تسلق الجبال، فإنك ستستمع كثيرا بهذه المحمية الطبيعية، التى لا يتجاوز سعر تذكرة دخولها بضعة جنيهات.

ويضم الوادى مجموعة من الكائنات الحية، منها أنواع من الثدييات مثل، الغزلان، الأرانب الجبلية، الثعلب الأحمر، الفأر ريشى الذيل، الفأر أبو شوك، الخفاش أبو ذيل صغير وغيرها، ومن الحشرات، الرعاش، أبو العيد، فراش النمر، أسد النمل وأنواع عديدة أخرى، كما تم تسجيل 18 نوعا من الزواحف.

وأثرت مياه الأمطار التى تتساقط من الشلالات المائية على صخور الحجر الجيرى على مر العصور، وكونت ما يسمى «دجلة كانيون» أو أخدود دجلة الذى يشبه إلى حد ما الأخدود العظيم «جراند كانيون» بالولايات المتحدة الأمريكية، بما يضمه من تشكيلات متنوعة من الحفريات والتراكيب الجيولوجية الفريدة، وهو ما جعل من المحمية معملا جيولوجيا نادرا بالنسبة للعديد من المتخصصين فى هذا العلم، الذين يعتبرونها اليوم من أفضل الأماكن لدراسة الحفريات والتراكيب الجيولوجية بسهولة وبوضوح، حيث تقع فى الوسط من عمق الصخور الجيرية.

ومؤخرا، تم إنشاء مركز خدمة زوار المحمية التابع لوزارة البيئة ويتواجد فى المدخل الشرقى الرئيسى لمحمية وادى دجلة، حيث توجد بوابة تم تصميم جدرانها من الأحجار الجيرية لتلائم طبيعة المكان، وتم تزيينها بالألواح الخشبية، ولوحة استرشادية أعلى حائط البوابة للتعريف بالمحمية شملت أنواع الحيوانات البرية والأعشاب النادرة.

وتمثل وادى دجلة أهمية تعليمية وتثقيفية وترويحية، وتعمل على جذب سياحة اليوم الواحد، لطلبة المدارس والأطفال بسبب قربها من القاهرة الكبرى والتعريف بالصحارى ومكوناتها المختلفة، حيث تعد مكانا جيدا لإجراء الدراسات البحثية والعلمية فى كافة المجالات النباتية والحيوانية والجيولوجية، وتتوافر فيها مقومات السياحة البيئية والترويحية اللازمة لممارسة رياضة المشى، إضافة لإقامة المخيمات بشرط عدم إحداث ضرر للنظام البيئى للمنطقة.

ورغم ما تمتلكه المحمية من عناصر جذب وسياحة، إلا أن عدد زوارها يتراوح بين 30 و45 ألف زائر سنويا، رغم أنها تستحق زيارة مئات الآلاف سنويا، ومعظم زوارها من الأجانب وطلاب الرحلات المدرسية والمجموعات الشبابية التى تهوى التخييم.

وهناك العديد من الأنشطة التى يمكن للزوار ممارستها فى المحمية، منها تسلق الجبال والحصول على الصور الفوتوغرافية من أعلى الجبل، بجانب إقامة الخيام والشباك من أجل الاستراحة والتخييم ولعب الكرة الطائرة بين طلاب وطالبات المدارس.

وبالدخول أكثر فى عمق المحمية، سوف تجد من يمارس التمارين الرياضية تحت أشعة الشمس الساطعة، ويستغل الجو فى ممارسة رياضة المشى والجرى، وخاصة من السياح الأجانب، فضلا عن استمتاع الشباب بشىّ الطعام على الفحم.

ويكسو الوادى غطاء واقٍ من النباتات الحولية والدائمة، وقد تم تسجيل حوالى 64 نوعا من النباتات، وآثار للغزال الحفرى بالمنطقة ما يعطى دليلا على وجود التيتل النوبى، كما تم تسجيل حوالى عشرين نوعا من أنواع الزواحف وتشمل السلاحف المصرية المهددة بالانقراض، إضافة إلى تسجيل 12 نوعا من طيور الصحراء الشرقية، والأنواع المهاجرة والزائرة شتاء والمقيمة والزائرة صيفا.

 

إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل نيوز يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق موعد مباراة ليفربول ونوتينجهام فورست.. والقنوات الناقلة
التالى "عايدة 4" نموذجًا ناجحًا للتعاون الدولي بين الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا و"الجايكا"