أخبار عاجلة
ما موقف البنتاغون بعد تفجيرات لبنان؟ -
هواوي تطلق ساعاتها الذكية الجديدة Watch GT 5 -

متى ننُصف محمود تريزيجيه أو «كريزيديه»؟

متى ننُصف محمود تريزيجيه أو «كريزيديه»؟
متى ننُصف محمود تريزيجيه أو «كريزيديه»؟

بدون غارينشا لم يكن بيليه قادر على تحقيق إنجازاته التي لم يستطع الاقتراب منها أي لاعب حتى الآن مثل الفوز بثلاث كؤوس عالم، وبدون دي ماريا لم تكن الأرجنتين بقيادة ميسي، قادرة على حسم كأس العالم في قطر 2022، وهكذا هي القاعدة التي لم يكن هناك أي استثناء فيها سوى مارادونا فلم يكن بجواره أي اسم يُمكنه من إنجاز شيء، ولذلك فهو "دييجو" الأول والأوحد عبر التاريخ.

لكن بعيدًا عن الاستثناء، نعود إلى القاعدة التي تؤكد أن هناك دومًا جنود مجهولة يقع على عاتقها العبء الأكبر داخل الملعب، فهي التي تلعب، وتلتزم بالخطط، وتسجل الأهداف الحاسمة وقت اللزوم، ورغم أن كل ذلك يكون على مرأى ومسمع من الجميع، ورغم أن الكل يرى ويسمع ويتابع، لكن في النهاية بمجرد الانتهاء من الـ90 دقيقة والأشواط الإضافية، يكون هناك نجوم آخرين هم أصحاب النجومية ومانشيتات الصحف وضيوف البرامج، فيما يتوارى الجنود المجهولة مكتفين بأنهم حين يُذكرون، يذكرون بالخير والفناء والإخلاص لكنهم في نفس الوقت يتم نسيانهم دومًا.

 

5281746211725989484.jpg

تريزيجيه أحد الجنود المجهولة في منتخب مصر

وبالتأكيد، محمود تريزيجيه هو أحد الجنود المجهولة في منتخب مصر، وحتى لا يعتقد أحد أن ذلك مجرد كلام، نلجأ للأرقام التي لا تكذب، والتي تشير إلى أن مسيرة تريزيجيه مع المنتخب وصلت إلى 77 مباراة، وقد تمكّن خلالهم من إحراز 20 هدف لينضم إلى قائمة هدافي مصر عبر التاريخ والتي يتصدرها الكابتن حسام حسن بـ69 هدف، ومن ناحية أخرى فإن تريزيجيه هو هداف منتخب حسام حسن برصيد 4 أهداف حتى الآن، ناهيك عن المساهمات التهديفية التي وصلت إلى 44 مساهمة و22 تمريرة حاسمة، ما يعني أنه كان العنصر الأكثر حسمًا رغم وجود أسماء كبيرة في الملعب مثل محمد صلاح ومصطفى محمد وغيرهم من نجوم مصر المحترفين.

ولأن الأرقام ليست كل شيء، فالمتتبع لمسيرة "تريزيجيه" الذي انضم إلى المنتخب عام 2014 وهو ابن 19 عام وعشرة أشهر فقط، يستطيع التأكد إنه لاعب من طراز فريد، فهو رقم 2 دومًا في قائمة أي مدير فني سواء كان أجنبي أو وطني -بالطبع محمد صلاح هو رقم 1-، وهو اللاعب الحاضر دون تأخير أو مشاكل أو تحجج بارتباطات هنا وهناك، رغم أنه صاحب مسيرة احترافية بدأها بعد فترة لعب في النادي الأهلي الذي نشأ وتربي ولعب فيه، ومنه انطلق إلى أوروبا مع اندرلخت البلجيكي ثم رويال موسكرون البلجيكي ثم قاسم باشا وأستون فيلا وطرابزون والريان القطري حاليًا، ولن يكون هناك كذب إن قلنا أن تريزيجيه في تركيا يُعامل معاملة خاصة تمامًا كأحمد حجازي في الدوري السعودي وعمر مرموش في الدوري الألماني.

الالتزام والحضور دومًا، صاحبه أيضًا إخلاص وتفاني متناهي في الملعب، ولدى تريزيجيه تاريخ طويل من تلك اللقطات التي فقد فيها اللاعبين الأمل بينما استمر هو لآخر نفس، وحتى في كأس الأمم الإفريقية الأخيرة ورغم أنها اسوأ مشاركة لنا في تلك البطولة عبر التاريخ، كان تريزيجيه حاضر بأهدافه مثل هدفه في الرأس الأخضر الذي منحنا الصعود إلى الدور الثاني، وفي التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2026 حجز أيضًا مكانه كهدّاف المنتخب المصري في تلك التصفيات برصيد 5 أهداف حتى الآن، وها هو يحضر بقوة في تصفيات الأمم الأفريقية بتسجيل هدفين في بتسوانا والانضمام إلى تشكيلة الأفضل إفريقيًا في الجولة الثانية من التصفيات.

تلك هي المعطيات، التي يجب أن تضع هذا اللاعب في مكانة أخرى، مكانة لا تجعلنا نتساءل كم مرة ظهر هذا النجم في لقاء تلفزيوني؟، كم مرة تم تحليل ما يفعله وما قدّمه للمنتخب، كم مرة وُضع اسمه كعمود أساسي للفراعنة، الحقيقة المؤسفة أن ذلك قليل جدًا، وصحيح أن "تريزيجيه" صاحب شخصية خجولة، لكن هذا لا يمنع من منحه حقه، والإشادة المستمرة به أسوة بلاعبين آخرين يستحقون أيضًا.

بل السؤال الأهم، كم مرة سمعت طرح اسم "تريزيجيه" كقائد لمنتخب مصر، وكم مرة سمعت أن المدير الفني يستعين به في وضع بعض الخطط أو التصورات كما هي العادة بين النجوم الكِبار والمديرين الفنيين، ورغم معرفتي أن تلك قدرات خاصة، لكن الأكيد أيضًا أن تريزيجيه لا يخلوا منها وهو الشاب الذي احترف وتنقل بين أندية أوروبا واحتك مع العديد من الوجوه والمدارس الكروية المختلفة.

ربما تظل تلك الأسئلة مطروحة لوقت طويل، وربما لا تجد إجابة عليها من الأساس، هكذا عوّدنا التاريخ إنه ليس عادل في أغلب الأوقات، لكن لا يمكننا سوى أن نحاول نحن تحقيق هذا العدل، وأن لا نجعل من تريزيجيه أو "كريزيديه" مجرد لاعب نبتسم حين يمر اسمه علينا أو نذكره بالخير فقط، فمسيرته مع المنتخب تحديدًا تدفعه إلى رأس القائمة في أحيان كثيرة وتجعله رقم 1 بلا منازع.

إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل الإخباري يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق طلب مفاجئ من كولر لكهربا بعد أزمته الأخيرة في الأهلي
التالى استقبال خاص من نجوم الأهلي لـ أشرف داري في أول مران له بالتتش (صور)