التقى قداسة البابا فرنسيس، صباح اليوم الخميس، السلطات وممثلي المجتمع المدني والسلك الدبلوماسي، وذلك في إطار زيارته الرسولية إلى سنغافورة.
وعقب توجيه التحية للجميع قدم البابا الشكر لرئيس الجمهورية على كلمته الترحيبية، معربًا عن امتنانه للسلطات على حفاوة الاستقبال في هذا البلد الذي هو تقاطع طريق تجاري يتمتع بأهمية كبيرة، ومكان لقاء بين شعوب عديدة.
وأشار البابا فرنسيس إلى انبهار مَن يصل إلى هذا البلد للمرة الأولى أمام ناطحات السحاب التي تبدو وكأنها تنهض من البحر والتي تشكل شهادة على العبقرية البشرية وديناميكية المجتمع السنغافوري وفطنة قطاع الأعمال، والتي وجدت كلها أرضية خصبة للتعبير عن نفسها.
ثم تحدث البابا فرنسيس عما يميز تاريخ سنغافورة من نمو ومرونة حيث بلغ هذا البلد مستوى عاليا من التطور انطلاقا من أصول متواضعة، موضحًا أن هذا لم يكن أمرا وليد الصدفة بل هو ثمرة قرارات عقلانية والتزام متواصل من أجل تنفيذ مشاريع ومبادرات مدروسة ومتماشية مع ميزات المكان، مشيرًا إلى أن خلال هذه الأيام الذكرى الـ 101 لولادة أول رئيس وزراء لجمهورية سنغافورة، لي كوان يو، والذي حفز بقوة النمو السريع لهذا البلد وتحوله.
وأكد على أهمية تحقيق سنغافورة ازدهارا اقتصاديا وبذلها الجهود من أجل بناء مجتمع يأخذ بعين الاعتبار العدالة الاجتماعية والخير العام، مشيرًا بشكل خاص إلى العمل على تحسين ظروف الحياة للمواطنين، وذلك من خلال سياسات سكنية عامة وتعليم جيد ونظام صحي يتميز بالكفاءة، مطالبًا بمواصلة هذه الجهود كي تشمل سكان سنغافورة جميعا.
هذا وأراد قداسة البابا لفت الأنظار إلى خطر تبعات برغماتية وتمجيد مبالغ فيه للاستحقاقية يؤديان بدون قصد إلى إضفاء شرعية على استبعاد مَن هم على هامش الاستفادة من التقدم، مشِيدا بسياسات ومبادرات تم اتخاذها لدعم مَن هم أكثر ضعفا. معربًا عن رجائه في أن يعار اهتمام خاص إلى الفقراء والمسنين والذين وضعت جهودهم أسس سنغافورة التي نعرفها اليوم.
كما تحدث البابا عن الاهتمام بحماية كرامة العاملين المهاجرين الذين يساهمون يشكل كبير في بناء المجتمع والذين يجب أن تضمن لهم أجور عادلة.
