هالة فاروق
هالة فاروق
أثناء توقفي في إحدى إشارات المرور في طريق الحرية، وهو واحد من أكبر الشوارع بالإسكندرية شاهدت رجلاً جيد المظهر يعبر الشارع، ووصل إلى الجزيرة الوسطى في طريقه للاتجاه الآخر، وفوجئت به يتوقف ناظرًا خلفه، مدققًا في الأرض، وإذا به يتراجع خطوات، ويمد يده بين الحشائش ملتقطًا شيئًا ما، ورأيته يتجه لأحد أحواض الزرع مادًّا يده مفرغًا العبوة، ووضعها في حقيبته، ثم واصل طريقه!!
اندهشت لاهتمامه بـ(الكانز)، خاصة أنه قام بتفريغ ما تبقى بها من مشروب، فلم يستفد منها في إرواء عطشه مثلاً، وبحثت في الأمر فعلمت أن سعر الطن من هذه العبوات يقدر بآلاف الجنيهات، ولهذا يلجأ البعض لجمعها وبيعها!!
قد يكون المشهد معتادًا، كثيرًا ما رأيت جامعي القمامة يفتشون فيها- تحديدًا المختصين بعملية الفرز- لتجميع كل صنف على حدة: البلاستيك، والمعدن، والورق.. الخ، لكن العجيب أن من شاهدته لم يكن جامعًا للقمامة، وإنما مواطن مصري عادي، قد يكون موظفًا، أو بائعًا أو مهندسًا، اضطرته الظروف إلى اللجوء لذلك في محاولة للحصول على بعض المال!!
المشهد ناقوس يدق منذرًا بالخطر، ويسلط الضوء على انهيار الطبقات الاجتماعية، ويترجم حال المواطن المصري الكادح الذي وصل به الحال للبحث عن أية وسيلة تدر عليه دخلاً يساعده في سد احتياجاته المعيشية ولو تخلى في سبيل ذلك عن وجاهته الاجتماعية!!
انتبهوا يا سادة مما يحدث في المجتمع المصري، فالمؤشرات لا توحي بالخير.