الثلاثاء 04 فبراير 2025 | 05:16 صباحاً
في إطار بحثهم عن مواقع سكن اقتصادية، أصبح متاحاً لدى الأمريكيين الآن منشآت كانت في السابق سجونا للمُدانين.
ومن الأمثلة التي استعرضتها "نيويورك تايمز" في تقريرها، سيدة أمريكية تدعى دايموند بيرسون، كانت بحاجة إلى مكان جديد للعيش فيه.
وعندما ظهرت شقق لمجمع سكني باسم "ليبرتي كريست" في مقاطعة فيرفاكس بولاية فرجينيا في بحثها عبر الإنترنت، كانت السيدة الأمريكية سعيدة بهذه الفرصة السانحة.
سجون قديمة تتحول إلى شقق سكنيةوقالت السيدة بيرسون، 32 عامًا، التي تعمل في مدارس مقاطعة فيرفاكس، "لقد قمت بفحصها ووقعت في حبها -الطوب والأرضيات الخرسانية- كانت جميلة جدًا"، وأضافت "كل وحدة في المجمع فريدة من نوعها، وقد أحببت ذلك أيضًا.
وتم بناؤه في عام 1910، وهو معروف بشكل أفضل بكونه أكثر سجن استقبل العشرات من النساء المعتقلات بسبب مطالبتهن بحق المرأة في التصويت، واللائي سُجن هناك في ظروف قاسية وعنيفة بعد اعتصامهن خارج البيت الأبيض.
وأغلق السجن في عام 2001، وفي العام التالي اشترت مقاطعة فيرفاكس الموقع الذي تبلغ مساحته 2400 فدان، والذي كان يضم مزرعة ومناطق عمل حيث يمكن للسجناء تعلم الحرف مثل تشغيل المعادن والنجارة، وعملية بيعه تمت مقابل 4.2 مليون دولار.
وحولت المقاطعة العقار تدريجيًا إلى حديقة وملعب جولف و3 مدارس ومركز فني مترامي الأطراف.
وفي عام 2008، بدأت المقاطعة العمل مع شركة ألكسندر، وهي شركة تطوير في ويسكونسن تتمتع بخبرة في الحفاظ على التراث التاريخي وإعادة الاستخدام التكيفي، لتحويل كتل الزنازين السابقة والمباني الأخرى، وبناء هياكل جديدة.
ويضم المجمع الآن 165 شقة، 98% منها مستأجرة، و157 منزلًا جماعيا و24 منزلًا فرديًا، بالإضافة إلى مساحات تجارية.
وفي عام 2017، بدأ المستأجرون الانتقال، وقد انجذب العديد منهم إلى وسائل الراحة مثل حمام السباحة وصالة الألعاب الرياضية التي تعمل على مدار الساعة وغرفة اليوجا.
وعملت الكيانات المسؤولة عن إعادة تطوير السجن، وتشمل مقاطعة فيرفاكس، وشركة ألكسندر، وشركة إلم ستريت للتنمية - بشكل وثيق مع أعضاء المجتمع أثناء عملية التخطيط.
ودفع السكان المحليون نحو الإسكان المختلط الدخل، وتأكد المطورون من أن ربع الوحدات تقريبًا كانت في متناول الأشخاص الذين يكسبون 50% من متوسط دخل المنطقة.
أسعار الشقق
تتراوح أسعار الشقق المكونة من غرفتي نوم بسعر السوق من 1600 دولار إلى 2500 دولار، وهو متوسط لسعر الشقق تقريبًا في المنطقة.
وأراد أعضاء المجتمع أيضًا الحفاظ على طابع الموقع، حيث تم بناء مباني السجن على طراز النهضة الاستعمارية خلال عصر التقدم مع التركيز على إعادة التأهيل، واستخدمت الطوب الذي صنعه السجناء بأنفسهم في الموقع أثناء النوم في الخيام حتى اكتمال الهياكل.
وكان الحفاظ على هذه الطبيعة التراثية أيضًا شيئًا أعطاه المطورون الأولوية، للاستفادة من الإعفاءات الضريبية الممنوحة للمواقع التاريخية.
ويتضمن الموقع المعاد تطويره بعض لافتات السجن الأصلية، بالإضافة إلى متحف يوثق ماضي العقار، هذا المتحف سُمي على اسم لوسي بيرنز، الناشطة الشهيرة في مجال حق المرأة في التصويت، والتي سُجنت في لورتون، ويعرض المتحف تقنيات الزراعة التي استخدمها السجناء الأوائل، بالإضافة إلى الأسلحة المصنوعة منزليًا.
وقالت لين غارفي هودغ، وهي مقيمة في فيرفاكس وكانت رئيسة لجنة تاريخ فيرفاكس عندما اشترت المقاطعة العقار: "أعتقد أنهم قاموا بعمل جيد جدًا في الحفاظ على تاريخية وسلامة التصميم الأصلي".
وأصبح إعادة تطوير إصلاحية لورتون مثالاً للمدن في جميع أنحاء البلاد حيث اختارت أعداد متزايدة من الولايات إغلاق بعض سجونها.
وفي العقود الأخيرة من القرن العشرين، شهدت الولايات المتحدة طفرة في بناء السجون، تم إنشاء أكثر من 1000 منشأة من عام 1970 إلى عام 2000.
ومع ذلك، بدأ عدد السجناء في الانخفاض في عام 2010 تقريبًا، ويرجع ذلك جزئيًا إلى إصلاحات الأحكام وإلغاء تجريم بعض الجرائم المتعلقة بالمخدرات. وأغلق ما يقرب من 200 منشأة إصلاحية تابعة للولاية والحكومة الفيدرالية من عام 2000 إلى عام 2022، كان مصير معظمها مثل سجن "لورتون"، بتحويلها لمجمعات سكنية.
