الاثنين 03 فبراير 2025 | 02:12 صباحاً
مؤشرات وول ستريت
تستعد الأسواق العالمية وبينها وول ستريت لصدمة جديدة عند بدء التداول، يوم الاثنين، بعد أن أطلق الرئيس الأميركي دونالد ترامب حرباً تجارية بفرض رسوم جمركية واسعة النطاق على كندا والمكسيك والصين، مما يهدد بتقويض النمو الاقتصادي وإعادة إشعال التضخم.
ومع تعهد المكسيك وكندا، أكبر شريكين تجاريين للولايات المتحدة، بالانتقام الفوري وقول الصين إنها ستتخذ "إجراءات مضادة"، أصبح المشهد مهيأ لجولة من الاضطراب.
تعرضت الأسواق العالمية لضربة قوية الأسبوع الماضي، حيث أثر ظهور نموذج DeepSeek AI الصيني على أسهم شركات التكنولوجيا، كما أثر عدم اليقين بشأن تعرفات ترامب على الأسواق.
تأثير على الأرباحوفي جولة ثانية من الاضطرابات، قد يؤدي خطر نشوب حرب تجارية عالمية إلى الإضرار بأرباح الشركات الأميركية والضغط على التضخم، مما قد يقلب توقعات خفض أسعار الفائدة الأميركية رأساً على عقب، ويزيد من إضعاف عملات مثل الدولار الكندي واليوان الصيني.
في السياق، قال مارك مالك، كبير مسؤولي الاستثمار في سيبرت فاينانشيال في نيويورك: "أعتقد أن الأسواق سوف تتفاعل مع هذا". وتابع "حتى الآن كانت السوق في صف ترامب حقاً، لكن هذا قد يتغير وقد تتحداه السوق للمرة الأولى".
وفي ثلاثة أوامر تنفيذية، فرض ترامب رسوماً جمركية بنسبة 25% على الواردات المكسيكية ومعظم الواردات الكندية و10% على البضائع القادمة من الصين، بدءاً من يوم الثلاثاء.
وقالت كندا إنها سترد برسوم جمركية بنسبة 25% على 155 مليار دولار من البضائع الأميركية، بدءاً من 30 مليار دولار تدخل حيز التنفيذ يوم الثلاثاء و125 مليار دولار بعد 21 يوماً.
العملات في خطر
وقال نيك تويدال، كبير محللي السوق في ATFX Global في سيدني، في إشارة إلى العملات الكندية والمكسيكية والصينية: "إنه أمر سلبي بالنسبة للدولار الكندي والبيزو المكسيكي واليوان الصيني، بالإضافة إلى المخاطر الإجمالية".
ويتوقع تويدال حدوث تحركات كبيرة في العملات عندما تفتح الأسواق الآسيوية بعد أن تبددت الآمال في الحصول على مهلة.
وكان الدولار الكندي على خط النار في الأيام الأخيرة، حيث وصل إلى أدنى مستوياته في خمس سنوات عند 1.459 للدولار الأسبوع الماضي.
كذلك سيعاني البيزو المكسيكي من انخفاض بنسبة 12% تقريباً إذا فرضت الولايات المتحدة رسوماً تجارية بنسبة 25% على البلاد، وفقاً لتقديرات جيه بي مورجان في مذكرة نُشرت يوم الجمعة. وتم تداول البيزو المكسيكي عند حوالي 20.6 للدولار في وقت متأخر من يوم الجمعة.
يتوقع المحللون أيضاً نوعاً من عمليات البيع في الأسهم وغيرها من الأصول عالية المخاطر عند إعادة فتح الأسواق يوم الاثنين.
من جانبه، قال كبير مسؤولي الاستثمار في مجموعة Cetera المالية، جين غولدمان، إن الجمع بين التقييمات المرتفعة وتأثير التعرفات الجمركية على التضخم والتأثيرات على سياسة الفدرالي الأميركي من شأنه أن يسهم في الانخفاضات، وفق رويترز.
ومع اقتراب مؤشر S&P 500 من أعلى مستوياته على الإطلاق، يمكن للمؤشر أن يتحرك بنسبة 3% إلى 5% في أي من الاتجاهين على المدى القصير، حسبما قال استراتيجيو Evercore ISI في مذكرة.
التعرفات المؤلمة لمؤشر S&P 500
وقدر الخبراء الاستراتيجيون في بنك باركليز في السابق أن الرسوم الجمركية يمكن أن تؤدي إلى انخفاض بنسبة 2.8% في أرباح الشركات المدرجة على مؤشر S&P 500، بما في ذلك التداعيات المتوقعة من الإجراءات الانتقامية من البلدان المستهدفة.
ويتضمن الأمر التنفيذي بنداً يسمح لترامب بزيادة حجم ونطاق التعرفات إذا سعت الدول المتضررة إلى الانتقام.
وقد قدر الاقتصاديون في غولدمان ساكس أن التعرفات الشاملة على كندا والمكسيك ستعني زيادة بنسبة 0.7% في التضخم الأساسي وضرراً بنسبة 0.4% للناتج المحلي الإجمالي.
وقال البنك في مذكرة يوم الأحد إنه يتوقع تحديث هذه التقديرات، وتوقع ألا تكون الإجراءات دائمة.
وقالت في مذكرة "في ضوء آثارها الاقتصادية المحتملة وحقيقة أن البيت الأبيض وضع شروطاً عامة لإزالتها، نعتقد أنه من المرجح أن تكون الرسوم الجمركية مؤقتة لكن التوقعات غير واضحة".
تعد إمكانية رفع أسعار المستهلك أمراً حساساً بشكل خاص للمستثمرين، الذين يشعرون بالقلق من انتعاش التضخم مما يتسبب في توقف الفدرالي الأميركي عن خفض أسعار الفائدة.
أوقف بنك الاحتياطي الفيدرالي الأسبوع الماضي دورة خفض أسعار الفائدة مؤقتاً، بينما قال رئيسه جيروم باول إن المسؤولين "ينتظرون لمعرفة السياسات التي سيتم سنها" مع الرئيس الجديد.