تحت رعاية الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله”، تنطلق خلال الفترة من 3 إلى 4 فبراير المقبل، فعاليات “الأسبوع الإماراتي الكويتي” في دبي، وذلك في إطار ترسيخ العلاقات الاستراتيجية بين البلدين الشقيقين، وجهودهما لتحقيق التنمية الشاملة والمصالح المتبادلة في كافة القطاعات. يُعَد الملتقى الذي تنظمه وزارة الاقتصاد في دولة الإمارات بالشراكة مع غرف دبي وبالتعاون مع القنصلية العامة لدولة الكويت وهيئة دبي للثقافة والفنون، منصة مهمة لاستكشاف الفرص الاستثمارية وتنمية التجارة في قطاعات حيوية، إلى جانب تبادل الرؤى والأفكار بشأن تطورات البيئة الاقتصادية، ما يسهم في فتح آفاق جديدة للتعاون بين البلدين، وسبل تطويرها.
وقال الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي وزير دولة للتجارة الخارجية: “تشهد العلاقات الأخوية بين دولة الإمارات العربية المتحدة ودولة الكويت الشقيقة تطوراًت إيجابية متلاحقة في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية، بفضل الإرادة المشتركة لقيادتي الدولتين في الارتقاء بهذه العلاقات إلى مستويات أرحب من الشراكة الاستراتيجية.
وأضاف معاليه أن إطلاق الأسبوع الإماراتي الكويتي في دبي كمنصة لاستكشاف الفرص الاستثمارية في القطاعات المستهدفة، وتعزيز نمو التجارة البينية يأتي ترجمةً لالتزام الدولتين بتعزيز النمو والتعاون في مجالي التجارة والاستثمار، عبر توفير فرص جديدة للقطاع الخاص ومجتمعي الأعمال في البلدين الشقيقين.
وأكد معاليه على أهمية هذا التعاون ودوره المحوري في دعم القطاع الخاص والمشاريع الصغيرة والمتوسطة في الجانبين، التي تُعتبر ركيزة أساسية لتحقيق النمو الاقتصادي، بالإضافة إلى تبادل التجارب والخبرات في مجالات تطوير الخدمات الحكومية، ما يسهم في تعزيز تنافسية البلدين على الساحة الاقتصادية الدولية.
وأشار الزيودي إلى أن الإمارات والكويت تعملان على تعزيز أطر التعاون الاقتصادي وتوسيع الشراكات الاستراتيجية بينهما. كما أكّد أهمية استثمار الفرص المتاحة في كلا البلدين، واستكشاف إمكانيات جديدة لتحفيز النمو الاقتصادي المستدام، بما يتماشى مع رؤية “نحن الإمارات 2031” ورؤية “الكويت 2035″، الهادفتين إلى تحقيق التنمية المستدامة وتعزيز الازدهار الاقتصادي في المنطقة. حيث بلغت قيمة التجارة غير النفطية بين الإمارات والكويت خلال الأشهر الـ11 الأولى من عام 2024 حوالي 45.4 مليار درهم (12.4 مليار دولار) بنمو سنوي بـ 7.2% مقارنة مع الفترة المثيلة من 2023 بحسب الأرقام الاولية، وبينما بلغت الاستثمارات المتدفقة من دولة الكويت إلى الإمارات لبدية 2023 ما قيمته اقتربت من 4 مليار دولار.
وقال عبد العزيز عبد الله الغرير، رئيس مجلس إدارة غرف دبي :”يساهم الأسبوع الإماراتي الكويتي في تنمية التجارة البينية والاستثمار بين البلدين الشقيقين إلى آفاق أوسع، حيث يساهم هذا الحدث الاستراتيجي بتعزيز التعاون المشترك لتطوير المزيد من الفرص الاستثمارية الواعدة في مجموعة من القطاعات الحيوية، وتحفيز النمو الاقتصادي ومشاركة أفضل الممارسات والخبرات“.
وأضاف قائلاً: “تدعم غرف دبي الأسبوع الإماراتي الكويتي وذلك لحرصنا التام على تعزيز العلاقات التجارية والاستثمارية مع دولة الكويت، ويعمل تحت مظلة غرفة تجارة دبي مجلس الأعمال الكويتي الذي يمثل مصالح الشركات الكويتية العاملة في الإمارة، حيث ارتفع عدد الشركات الكويتية النشطة المسجلة في عضوية الغرفة إلى 775 شركة مع نهاية شهر سبتمبر من العام الجاري”.
وقال خليفة العجيل وزير التجارة والصناعة في الكويت أن الأسبوع الإماراتي الكويتي يستهدف استكشاف المزيد من الفرص للارتقاء بعلاقات الدولتين الشقيقتين ويسهم بتعزيز التعاون الاقتصادي المشترك لتطوير المزيد من الفرص الاستثمارية الواعدة في مجموعة من القطاعات الحيوية وتحفيز نمو حركة التجارة البينية.
وأضاف “إن العلاقات بين دولة الكويت ودولة الإمارات العربية المتحدة تمثل نموذجا متميزا للتعاون الثنائي والتكامل الاقتصادي في منطقة الخليج العربي على مر السنوات مؤكدا عمق العلاقات قوتها في مختلف المجالات.
وأفاد بأن العلاقات الأخوية بين دولة الكويت والإمارات تشهد تطورات إيجابية بفضل الإرادة المشتركة لقيادتي الدولتين في الارتقاء بهذه العلاقات إلى مستويات أرحب من الشراكة الاستراتيجية وبما يتماشى مع رؤية “نحن الإمارات 2031” ورؤية “الكويت 2035” الهادفتين إلى تحقيق التنمية المستدامة وتعزيز الازدهار الاقتصادي في المنطقة.
وبين معاليه أن تنظيم فعاليات مثل (الأسبوع الإماراتي الكويتي) يعكس حرصنا المشترك على تعميق روابط التعاون في المجالات المختلفة من خلال تبادل الخبرات والمعرفة وعقد اجتماعات ثنائية*ة بين مختلف القطاعات الحكومية والخاصة.
وأكد خليفة العجيل أنه من خلال هذه الفعاليات نطمح إلى أن نواصل تعزيز التعاون في القطاعات الاستراتيجية مثل السياحة والرعاية الصحية والطاقة والخدمات المالية وبما يخدم مصالح الشعبين الكويتي والإماراتي ويدعم رؤية البلدين نحو التنمية المستدامة.
وبدوره، أشاد سعادة خالد الزعابي قنصل عام دولة الكويت لدى دبي والامارات الشمالية بعمق العلاقات الأخوية التي تربط كل من دولة الكويت ودولة الامارات العربية المتحدة الشقيقة، مشيراً إلى أن هذه العلاقات الاخوية التي تربط القيادتين الشقيقتين ترتب عليها فتح علاقات واسعة في كافة المجالات الاستثمارية الاقتصادية الثقافية والسياحية ، والتي شهدت في فتراتها المتلاحقة نمو متسارع وتوسعا كبيرا في الشراكات الاستراتيجية الشاملة في مختلف المجالات وتنسيق وثيق في مسارات التنمية المستدامة لكلا البلدين
الأنشطة والفعاليات
تشتمل أجندة الأسبوع الإماراتي الكويتي الذي يقام على مدار يومين باقة من الفعاليات والأنشطة المتنوعة التي تضم، المعرض المصاحب للشركات والمؤتمر والاجتماعات الثنائية وتوقيع مذكرات التفاهم، إلى جانب العروض الثقافية .
ويجمع المؤتمر نخبة من الخبراء والمسؤولين لمناقشة واستكشاف فرص الاستثمار الواعدة في مجموعة متنوعة من القطاعات الاقتصادية الهامة. كما يمثل منصة لتبادل الأفكار وتطوير التعاون بين البلدين حول أفضل الممارسات الحكومية.
وينطلق اليوم الأول للحدث لاستكشاف فرص الأعمال بحوار القادة، يليه جلسة بعنوان “إطلاق العنان لإمكانات الاستثمار ﻓﻲ قطاعات السياحة والضيافة والرعاية الصحية والتطوير العقاري”، ومن ثم جلسة “الاستفادة من الفرص الاستثمارية في قطاعات الطاقة والطاقة المتجددة والخدمات اللوجستية والنقل والخدمات المالية”.
ويضم اليوم الثاني جلسات تعزيز التجارة وتنمية الأعمال، ومنها جلسة بعنوان “تحفيز التجارة الثنائية في قطاعات المواد الكيميائية والمعادن الحديدية والمعادن الثمينة. وتليها جلسة “استكشاف وفتح فرص التجارة في قطاعات الأغذية والرعاية الصحية”. ومن ثم جلسة ” استعراض قصص نجاح المشاريع الصغيرة والمتوسطة في كلا البلدين” وفي الختام جلسة “الاطلاع على تجربة دولة الإمارات في تقديم الخدمات الحكومية في قطاعات مختارة”.
وسيشهد الحدث تنظيم اجتماعات ثنائية بين الجهات الحكومية والخاصة من البلدين، ما يسهم في عقد الشراكات وتوقيع اتفاقيات ومذكرات تفاهم، وتعزيز التكامل وتبادل المعرفة والخبرات وبحث فرص استثمارية جديدة.
ويسلط الأسبوع الإماراتي الكويتي الضوء على الفرص الاستثمارية في عدة قطاعات تشمل الطاقة والطاقة المتجددة والرعاية الصحية والتطوير العقاري والخدمات اللوجستية والنقل والسياحة والضيافة، إلى جانب تعزيز وتنمية التجارة في مجال المواد الكيميائية والمجوهرات والمعادن الثمينة والمعادن الحديدية (الحديد الصلب) والأغذية والخدمات المالية.
المعرض المصاحب
يُمثل المعرض المصاحب منصة للوزارات والمؤسسات الرسمية والمشاريع الصغيرة والمتوسطة والشركات، بهدف عرض المشاريع وتبادل الخبرات في مجالات تطوير الخدمات الحكومية.
العروض الثقافية
كما سيتم تنظيم مجموعة من العروض الثقافية والفنية والتراثية، وتشمل استعراض الفنون التقليدية والحرف اليدوية المميزة لكلا البلدين.
علاقات مزدهرة
ويشار إلى أن حجم التبادل التجاري غير النفطي بين البلدين الشقيقين قد بلغ أكثر من 12.4 مليار دولار (47 مليار درهم) في العام 2023 بنمو 4% مقارنة بالعام 2022 و19% مقارنة بالعام 2021. يتوقع ان يتجاوز 13 مليار دولار خلال 2024.
وتحتل الإمارات المرتبة الأولى عالميا كأكبر مستقبل لصادرات الكويت غير النفطية مستحوذة على 22% من الصادرات الكويتية إلى العالم، وفي الوقت نفسه تأتي الإمارات في المركز الثالث لأهم أسواق الواردات الكويتية بعد الصين والولايات المتحدة. وعلى الجانب الأخر الكويت في المرتبة 12 لأهم شركاء الامارات التجاريين خلال 2023 والثالثة خليجياً بعد السعودية وسلطنة عمان، وفي المرتبة 9 في الصادرات الاماراتية غير النفطية والمرتبة ال6 في إعادة التصدير.
وبلغ حجم الاستثمارات المتدفقة من دولة الإمارات إلى الكويت نحو 1.087 مليار دولار، بينما بلغت الاستثمارات المتدفقة من دولة الكويت إلى الإمارات نحو 3.9 مليار دولار.
وفي المجال السياحي، بلغ عدد السياح الكويتيين الذي أقاموا في فنادق الدولة في عام 2023 أكثر من 381 ألف سائح مقارنةً بـ 250 ألف سائح في عام 2022، بينما بلغ عدد السياح الإماراتيين في الكويت 42 ألفا و236 خلال الفترة من يناير حتى سبتمبر 2024.
وبلغ عدد الرحلات الجوية للناقلات الوطنية إلى دولة الكويت 122 رحلة أسبوعيا بينما بلغ إجمالي رحلات الناقلات الكويتية إلى الإمارات 53 رحلة أسبوعيا.