الطالبي العلمي: بنكيران: "إنسان بدائي" .. أوجار: "بيجيدي طَرَدتْه الصناديق"

في الجلسة الافتتاحية للدورة الخامسة من “جامعة الشباب الأحرار” الملتئمة بأكادير نهاية هذا الأسبوع، لم يَكن عزيز أخنوش، رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، وحدَه من اختار “تقطير الشمع” على عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، بعد خرجات “مثيرة” لرئيس الحكومة السابق؛ بل توالت بعده كلمات عدد من قياديي حزب “الحمامة” وأبرز أعضاء مكتبه السياسي، التي كان فيها لأمين عام “المصباح” النصيبُ الأوفر من الردود المبطنة حينا والصريحة حينا آخر.

الطالبي العلمي: “البادئ أظلم”

منصة الحدث، الذي جمَع حوالي 4 آلاف شاب وشابة من مختلف جهات المملكة “مقتنعين وملتزمين بمشروع حزب الأحرار” وفق توصيف لحسن السعدي رئيس الفيدرالية الوطنية للشبيبة التجمعية، اعتلَاها راشيد الطالبي العلمي، العضو البارز بالمكتب السياسي لـ”RNI” ، واصفا أمين عام “العدالة والتنمية” بـ”إنسان بدائي لم يدخُل بعد إلى القرن الحادي والعشرين”، مضيفا: “يستخدم لغة بدائية؛ لكن العين بالعين والسن بالسن والبادئ أظلم”.

وقال عضو المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار، الذي يرأس الغرفة البرلمانية الأولى خلال هذه الولاية: “ليس مَن يخاطب آلاف الشباب المغاربة كالذي دخل قاعة ليجد فيها، بالكاد، 18 شخصا ليُطلِق عنانه للانفجار وتفريغ ما بداخله.. خاصو يضبط الأعصاب ديالو”، كناية عن واحدة من أكثر خرجات بنكيران انفعالا وقذفا.

وأرجع المسؤول السياسي ذاته، الذي ختَم سلسلة من المتدخلين خلال الجلسة الافتتاحية للدورة الخامسة للجامعة الصيفية لشبيبة الأحرار، هذا “الانفجار” إلى أن بنكيران ما زال “إنسانا بدائيا يعيش في أزمنة خلتْ”. وزاد في نبرة حزم: “لا يُمكن أن نخاطب البدائيين إلا بلغته، رغم أنني أتحفظ للنزول إلى مستوى كلامه المشخصِن والبذيء”.

وفي “قصفه المتواصل” لـ”زعيم البيجيدي”، قال القيادي التجمعي إن “حزب التجمع الوطني للأحرار لم يَبِع المغرب يوما ولم يكن جزءا أو مكونا من تيار إسلامي أو قومي كما هو حال مَن يَسبنا اليوم”. وفي إشارة كرونولوجية، اعتبر لافتا “أننا حزب مغربيٌ وطني ينتمي إلى هذا الوطن.. وَلاؤنا الوحيد لوطننا وملكنا ومستقبلنا وحزبنا”.

كما لم يفت الطالبي العلمي أن يُقيم مقارنة دالة بين بنكيران “ذي لغة بدائية شاتمة ولا تناقش المشاريع بل متهجمة على الأشخاص..”، وبين أخنوش الذي قال إن الكل يشهد بأنه “ولْد الناس و وْلد عائلة مْربي، مثابر وخدوم بتواضع وتفانٍ قل نظيرهما”.

“هذا الشخص (يقصد بنكيران) يريد جرنا إلى نقاش الأشخاص بدل الأفكار والمشاريع كي يغطي على فشله ويسعى إلى دق المسامير؛ ولكن التجمع الوطني للأحرار مسمار كبير يصعب على أيّ كان أن يتسبب باعْوِجاجه”، أورد الطالبي العلمي مضيفا في نبرة افتخار: “من الآن، رَبحنا رهان انتخابات 2026، والدليل القاطع هو نتائجنا في الفقيه بن صالح وحي المحيط بالرباط.. بيجيدي لا يَفهم إلا بالخُشيبات، وإذا لم يفهم نتائج الصناديق فكيف له أن يفهم تسيير البلاد؟”.

أوجار: المغاربة طرَدوا الـ”بيجيدي”

من جهته، تحدث محمد أوجار، عضو المكتب السياسي لـ”حزب الحمامة”، مخاطبا الـ”بيجيدي”: “المغاربة مَن طردُوكم من الحكم عبر الصناديق وفقا للمنهجية الديمقراطية في انتخابات 8 شتنبر 2021″، لافتا إلى أنه “عند كل انتخابات جزئية تأبى الصناديق إلا أن تعاقب هؤلاء..”، مسجلا بإيجابية جسامة الحدث “هذه ليست جامعة صيفية شبابية فقط وإنما هي بمثابة دخول سياسي”.

وشرح أوجار لشبيبة الحزب أن ما قدمه رئيس الحكومة من “الأرقام والحصيلة بخصوص الإنجازات الحكومية في جميع القطاعات خلال هذا اللقاء السياسي يرفعه إلى أن يكون بمثابة علامة على دخول سياسي جديد”.

“نحن حزبٌ منظم للمستقبل ويشتغل لأجله، على العكس من الأحزاب المسكونة بهواجس الماضي وسجينة التاريخ”، تابع القيادي التجمعي البارز موصيا شبيبة الأحرار بأن “أولوية اليوم لبناء مستقبل أفضل للمغاربة”.

وأكد القيادي عينه “حزب التجمع الوطني للأحرار برئاسة قائده عزيز أخنوش منخرط بكل حماس ووطنية في المشروع الملكي الكبير للنهوض بالمملكة في جميع المجالات”، وفق تعبيره مع تعبئة حكومية واضحة لتحقيق ذلك.

ورصد أوجار أن “المتغيرات التي عاشها التجمع، اليوم، كشفت أن قدوم قائد المرحلة عزيز أخنوش جعلته يبني حزبا بعبقريته في التدبير والإنصات والشجاعة السياسية””، مرسلا انتقادات مبطنة إلى بنكيران حين قال: “هو قائد لم يأت به وهمُ الربيع العربي أو جاءت به موجة سياسية أو ألقته مظلات أو إدارة من الإدارات أو أمْلته ترتيبات سياسية”، مسجلا أنه “بدأ السياسة من الهامش، بعد انتخابه مستشارا محليا في قرية تافراوت من قرى الهامش المغربي. كما مر رئيسا لجهة سوس ماسة”.

" frameborder="0">