أخبار عاجلة

تكرار التأخر في الإيواء بـ"الحي الجامعي السويسي 1" يثير مخاوف طلبة مغاربة

تكرار التأخر في الإيواء بـ"الحي الجامعي السويسي 1" يثير مخاوف طلبة مغاربة
تكرار التأخر في الإيواء بـ"الحي الجامعي السويسي 1" يثير مخاوف طلبة مغاربة

مع بداية كل موسم جامعي تبرز تساؤلات المئات من الطلبة المنتمين إلى الأسر محدودة الدخل، الذين يواصلون دراستهم بمختلف المؤسسات الجامعية بالرباط، عن موعد شروع الحي الجامعي الذي يقيهم لهيب السومة الكرائية ومصاريف التغذية بعاصمة المملكة في إيوائهم. ومع هذه التساؤلات تبرز “مخاوف” من تأخر هذا الموعد على غرار ما حدث في السنوات الماضية.

ويقول طلبة عايشوا تأخر الحي الجامعي السويسي 1 حتى أواخر شهر أكتوبر إن تجربتهم السابقة تجعلهم في حيرة وارتباك بخصوص كيفية تأمين مصاريف الكراء والأكل خلال الشهر الذي يفصل بين انطلاق الدراسة بالكليات والمعاهد وفتح أبواب “حي العاصمة”، تفاديا لإنهاك جيوب الأسر منذ مطلع الموسم، في حال تكرر سيناريو السنوات الماضية؛ فيما يلفت آخرون من ذوي الإعاقة (المكفوفون تحديدا) إلى معاناة مضاعفة خلال هذه الفترة، تبدأ من رفض أصحاب المنازل التأجير لهذه الفئة، ولا تنتهي عند صعوبة الاندماج الذي يضمنه الحي الجامعي.

“ارتباك وحيرة”

موسى آيت سعيد، طالب بالرباط ينحدر من مدينة زاكورة، قال في هذا الصدد: “الحي الجامعي السويسي 1 تأخر كثيرا في فتح أبوابه خلال الموسم الجامعي السابق، ما جعلنا نحن الطلبة القادمين من مناطق بعيدة في مواجهة مصاريف الكراء والأكل المرتفعة بالعاصمة لمدة شهر كامل، ما أثقل كاهل أسرنا محدودة الدخل منذ بداية الموسم الجامعي”.

متحدثا لهسبريس أضاف آيت سعيد: “تجربة الموسم السابق تجعلنا خلال هذه الفترة حائرين أين سنبيت خلال الأيام الأولى لانطلاق الدراسة قبيل إيجاد الكراء، ثمّ كيف سنتدبر مصاريف الإيجار والأكل والتنقل، خاصة أن صرف المنحة يتأخر بدوره حتى شهر دجنبر”، مناشدا الإدارة “تفهّم هشاشة الطلبة وهزالة مدخول أسرهم؛ وتفادي تكرار سيناريو الموسم السابق”.

من جانبه استغرب معاذ آيت سهال، طالب بالمدرسة العليا للأساتذة بالرباط، “تأخر الحي الجامعي السويسي 1 في إيواء الطلبة خلال الموسم الجامعي السابق، وهو المطلوب منه، باعتباره ‘حي العاصمة’، أن يكون نموذجا يحتذى بالنسبة لباقي الأحياء الجامعية”، مضيفا: “هذا التأخر أربك حسابات الطلبة، الذين وجدوا أنفسهم في الغالب عرضة لجشع أصحاب الشقق والغرف، بحيث طالبوهم بأثمان مرتفعة مقارنة بالجودة، خاصة مع علمهم أن الطالب لا يتوفر على بديل”.

آيت سهال، الذي ينحدر من ورزازات، استدرك في تصريحه لهسبريس بأن “قلّة من الطلبة خلال الفترة التي تسبق افتتاح الحي الجامعي من يحالفهم الحظ للانفلات من المصاريف الباهظة للكراء، بحيث يقضونها رفقة أحد أفراد العائلة القاطنين بالرباط أو سلا، أو صديق مقيّم بإحدى هاتين المدينتين”، قبل أن يواصل بأن “هذا التأخر في حال تكرر هذا الموسم سيستنزف مرة أخرى المدخرات المالية للطلبة؛ فيما ستنضاف إلى المعاناة المادية تداعيات أعمق بالنسبة لذوي الاحتياجات الخاصة على مستو ى التنقل والأكل”، مناديا بدوره الإدارة بـ”فتح الحيّ الجامعي السويسي 1 هذه السنة في شهر شتنبر ضمانا لحقّ الطلبة في السكن الجامعي وحفاظا على قدرتهم الشرائية”.

“فئات أكثر هشاشة”

محمد البخياري، طالب كفيف بالرباط، قال في السياق ذاته: “أول تحد يواجه هذه الفئة خلال الفترة التي تسبق فتح الحي الجامعي في وجه الطلبة هو إيجاد غرف للكراء؛ إذ ترفض أغلب الأسر الإيجار للمكفوفين، خصوصا غير المرافَقين، حتى ولو كانت الغرف التي تُؤجرها موجودة في الطابق السفلي، مخافة تعرّضهم لحوادث تهدد سلامتهم الجسدية أو عدم قدرتهم على التصرّف في بعض الحالات الطارئة”.

البخياري، الذي تحدّث لهسبريس استنادا إلى تجربته خلال الموسمين الجامعيين الماضيين، أضاف أن “التأخر في افتتاح الحيّ يضطر أغلب المكفوفين بفعل عدم قدرتهم على تحضير الوجبات الغذائية إلى التردد على ‘السناكات’ والمطاعم بشكل يوميّ من أجل تناول الوجبات السريعة والمأكولات الشعبية التي يبقى ثمنها بالرباط مرتفعا، ما يستنزف مدخراتهم المالية حتى قبل انتصاف الموسم الجامعي”، موردا أنه “خلال فترة الإغلاق تنضاف مصاريف غسل الملابس إلى قائمة الأعباء الاقتصادية للكفيف، الذي يستفيد من هذه الخدمة مجانا بالسكن الجامعي”.

ولفت المتحدّث ذاته إلى أن “اعتماد الحي الجامعي على تجميع المكفوفين في غرف خاصة بهم يسهّل على الكفيف الاندماج في الحياة الطلابية وتجاوز تحديّاتها، مستفيدا من تجارب سابقيه”، ليؤكد أن “التأخر في فتح هذا الحيّ خلال بداية الموسم يجعل الطالب الكفيف غير قادر على الاندماج، وفي حاجة ماسّة إلى مرافقته من طرف أحد أفراد الأسرة طيلة المدة التي تسبق إيوائه بالسكن الجامعي”، مردفا بأن “الضرر يزداد في الحالات التي يكون فيها المرافق مُعيل الأسرة وقد انقطع عن العمل خلال هذه الفترة الطويلة؛ بحيث يصبح توفيره مصاريف الدراسة الجامعية للكفيف وعموم مصاريف الأسرة أمرا صعبا”.

جدير بالذكر أن جريدة هسبريس الإلكترونية ربطت الاتصال بمصدر من المكتب الوطني للأعمال الجامعية والاجتماعية والثقافية للاستفسار بشأن “دواعي هذا التأخر”، ومدى إمكانية تكراره خلال الموسم الجامعي الحالي، فلم يتسن لها الحصول على أي إجابات بهذا الشأن، إلا أنه “وعد بتوفيرها في أقرب وقت”.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق عباس صابر: إبتكار شباب عجيبة للبترول إنجاز عالمي .. وتكريمهم واجب وطني
التالى "سراج" يعتمد المقترح النهائي لتطوير الهوية البصرية لسوهاج