أخبار عاجلة
مصر توضح أمرًا مهمًا بخصوص الأزمة اليمنية -
إصابة شخصان في حادث مروري بالعجوزة -

النائب علاء عابد يكتب: حرب «البيجر» والأمن السيبراني

النائب علاء عابد يكتب: حرب «البيجر» والأمن السيبراني
النائب علاء عابد يكتب: حرب «البيجر» والأمن السيبراني

لا تمثل تفجيرات أجهزة البيجر بلبنان مفاجأة لكل من يتابع تطور الحروب الإلكترونية الحديثة والأمن السيبراني أو ما يطلق عليها حروب الجيل الخامس، خاصة أنه ومن زمن بعيد كانت التفجيرات الإلكترونية عبر المحمول أمراً معروفاً، منذ حادثة مهندس المقاومة الفلسطينية يحيى عياش في عام 1996، حيث اغتال الاحتلال الإسرائيلي عياش عن طريق هاتف ملغم، وبنفس الطريقة، وذلك منذ تسعينات القرن الماضي، وغيرها من الحوادث والتفجيرات، وذلك قبل الثورة الحالية في التكنولوجيا التي تحولت فيها الحياة العادية إلى حياة إلكترونية تستطيع فيها أن تُحرك الأجهزة في منزلك عن بُعد إلكترونياً.

دون شك فإن التطور الكبير في حروب الجيل الرابع والخامس وصل إلى حدود غير مسبوقة، حتى إن قادة حزب الله عادوا إلى الوراء، إلى زمن البيجر، ظناً منهم أنه أكثر أماناً، ولكن الاختراق كان رسالة واضحة وأن التكنولوجيا الجديدة تطال القديم والجديد، بالإضافة إلى الاختراق الأمني لحزب الله. كان البعض، وكالعادة، يهاجم الإجراءات التي اتخذتها مصر بمنع أجهزة وألعاب معينة وأجهزة اتصالات من دخول مصر وسن تشريعات بعينها في وقتها وتحديد أنواع محددة من أجهزة الاتصالات وفرض رسوم وتفتيش ورقابة ووضع شروط محددة على أنواع أخرى، وخرجت اللجان الإلكترونية المأجورة في حينها تهاجم القرارات والتشريعات. فهل فهم ووعى هؤلاء الآن ما كانت تفعله مصر، وأن الأمن والاستقرار الذي تعيش فيه مصر ليس وليد اليوم ولا جاء صدفة، وأن في مصر بالفعل هناك رجال ساهرون على أمنها واستقرارها.

وطالما تحدَّث الرئيس عبدالفتاح السيسى في خطابات عدة عن أهمية الأمن السيبراني، وقال كلمات عديدة، منها جملة شهيرة عندما قال متحدثاً عن الأمن: «فيه حاجات ماقدرش أقولها»، وبالفعل هذه هي مصر الكبيرة وزعيمها الذي تثبت الأيام كل ساعة أن رؤيته ونظرته كانت على صواب دائماً. نعم مصر تتعامل بقدر التحديات، وهناك خطوات لا بد أن تتواكب مع التطور وحفظ أمن مصر، ومنها الأمن السيبراني، وهو أمر مهم، خاصة في ظل العجرفة الإسرائيلية وما تمارسه إسرائيل من جنون تسعى به لتوسيع نطاق الحرب وتتحرش في كل يوم بإيران وحزب الله في لبنان لخلق واقع استراتيجي جديد ومكاسب قبل الانتخابات الأمريكية مما يأخذ المنطقة إلى أتون حرب إقليمية طويلة لا يعلم مداها إلا الله وحده.

والتفجيرات الأخيرة التي طالت لبنان هي إعلان لمرحلة جديدة وتحول نوعي كبير لانتهاء حرب المواجهات المباشرة وبدء حروب جيل جديد تسعى إليها إسرائيل منذ زمن، وما قامت به إلكترونياً مؤخراً في لبنان من استهداف قيادة حزب الله لم تنجح فيه طائراتها الحربية ولا قوتها العسكرية، مما يعني أن حروب الجيل الخامس قد بدأت وأن الذي استعد لها في السابق هو من يحفظ لنفسه الأمن والاستقرار اليوم.

بالفعل دشنت تفجيرات البيجر الأخيرة بلبنان مرحلة جديدة تستخدم فيها إسرائيل كل الوسائل التكنولوجية بشكل لا يفرق بين المدنيين والعسكرين، بل والأطفال والنساء، فهي حرب عمياء، بل إن تلك التفجيرات كشفت كذلك عن الشكل الجديد للحروب الإلكترونية، ليس فقط في لبنان أو المنطقة، بل ستنتقل إلى كل مكان في العالم، وهو ما سيخلق حالة من الرعب من الاختراق الإلكتروني، ما يجعل أي طائرة هدفاً للتفجير أو حتى أداة تفجير، ليس كما حدث في أحداث 11 سبتمبر، بل لن يكون الإرهابي في حاجة لأكثر من جهاز إلكتروني محمول، مما يعنى توسيع دائرة القتل وبث الرعب في القلوب، وهو ما استهدفته إسرائيل في تفجيرات لبنان، إلا أنه سينتقل رويداً إلى كل أنحاء العالم مع التطور الكبير في الأسلحة والمتفجرات بأنواعها المختلفة، لتصبح هناك أداة جديدة للتفجير عن بُعد باستخدام الأجهزة المحمولة واللاسلكية، بعد أن تتحول الأجهزة اللاسلكية وأجهزة المحمول إلى قنابل يدوية وسلاح للقتل.

ومرة أخرى فإن إسرائيل والنظام الصهيوني يأخذ العالم إلى مصير أسوأ وليس غريباً على النظام الصهيوني ف يإسرائيل، فهو الذي استباح دماء الأطفال والنساء والشيوخ والمدنيين ويقوم بحرب إبادة جماعية هي الأوسع في التاريخ الحديث، ولن يتوانى هذا النظام المجرم عن استخدام كل الوسائل للقتل دون رادع في العالم الذي صمت عن المذابح والجرائم التي ارتكبها هذا الكيان المحتل ضد الشعب الفلسطيني.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق عمرو الفقي: الشركة المتحدة حققت إنجازات في مجال الإعلام تستحق الإشادة
التالى رئيس الوزراء يلتقي وزير المالية السعودي لبحث عدد من ملفات الشراكة