شيخ الأزهر: المطابقة بين القرآن وأخلاق النبي هي سر اختصاص رسالة الإسلام

شيخ الأزهر: المطابقة بين القرآن وأخلاق النبي هي سر اختصاص رسالة الإسلام
شيخ الأزهر: المطابقة بين القرآن وأخلاق النبي هي سر اختصاص رسالة الإسلام

أكد الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، أنّ المتأمل في صفات رسول الله محمد ﷺ؛ يحار فلا يدري بأيها يبدأ ولا بأيها يختم، ولا ماذا يأخذ من هذا الوابل الصيب من صفات الجمال وصفات الجلال، ولا ماذا يدع.

وصف لأخلاق النبي

وأوضح شيخ الأزهر أنّ الله عز وجل وصف سعة أخلاق النبي الشريفة بوصف العظم، فقال في كتابه الكريم: «وإنك لعلى خلق عظيم»، كما وصفته أخبر الناس به، زوجه السيدة عائشة أم المؤمنين - حين سئلت عن أخلاقه، فقالت: «كان خلقه القرآن»، مبينا أنّها -رضوان الله عليها- أدركت الأفق المتعالي لهذا الخلق النبوي، وصعوبة بيانه للناس، وبما يعني أنّ الخلق القرآني إذا لم تكن له نهاية في حسنه وكماله، فكذلك «الخلق المحمدي» لا نهاية لحسنه وكمالاته، ولا حدود لسعته واستيعابه العالمين بأسرهم.

احتفالية المولد النبوي الشريف

وأوضح شيخ الأزهر خلال كلمته التي ألقاها بمناسبة الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف، والمنعقد بمركز المنارة للمؤتمرات الدولية بالتجمع الخامس، وتنظمه وزارة الأوقاف بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسي، أنّ المطابقة بين أخلاق القرآن الكريم وأخلاقه ﷺ هي السر في اختصاص نبي الإسلام برسالة تختلف عن الرسالات السابقة، حيث جاءت رسالة خاتمة للرسالات الإلهية، ورسالة عامة تتسع للعالمين جميعا: إنسا وجنا، وزمانا ومكانا؛ بينما جاءت الرسالات السابقة رسالات محدودة بأقوام بعينهم وفي زمان معين ومكان محدد لا تتجاوزه لمكان آخر.

وبيّن أنّ أخلاق محمد ﷺ وإن تنوعت عددا ومنزلة وعلو درجة وكمال شأن، حتى وصف بالإنسان الكامل - فإنّ صفة من صفاته هذه قد انفردت بالذكر في القرآن الكريم، وهي: صفة «الرحمة» التي وصف بها ﷺ في قوله تعالى في آواخر سورة التوبة، في معرض الامتنان الإلهي على المؤمنين، حيث بعث فيهم رسولا منهم، وصفه بأنّه حريص على هدايتهم، وأنّه «رؤوف رحيم» بهم، ثم ذكرت صفة «الرحمة» مرة ثانية في قوله تعالى في آواخر سورة الأنبياء: «وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين»، وجاءت بأسلوب القصر الذي يدل على أنّ هذا الرسول اتحد ذاتا وأفعالا بصفة «الرحمة» حتى صارت سجية راسخة متمكنة في مشاعره، ومتغلغلة في أطوائه، ومسيطرة على تصرفاته.

وتابع شيخ الأزهر أنّه ﷺ قد أكد اتصافه بالرحمة بقوله في سنته الشريفة: «إنما أنا رحمة مهداة»، وطبقه في كل تصرفاته مع البشر ومع جميع الكائنات والمخلوقات، وكان ينزع في كل تصرف من تصرفاته من معين هذه «الرحمة» التي فطره الله عليها، وألان بها قلبه، وكان ذلك من أقوى أسباب دخول المشركين في الإسلام: «فبما رحمة من الله لنت لهم..»، بل إنه كان رحمة للناس حتى في مواطن الحروب والاقتتال والصراعات المسلحة بين الأمم والشعوب.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق بالصور.. الأنبا أنطونيو يزور إيبارشية هولندا
التالى الطيران الإسرائيلي يخرق جدار الصوت بجنوب لبنان و"حزب الله" يشَن هجوما