بابتسامة البطل العنيد.. "أبو علي" ينتصر على محنته بـ "ساندوتشات الجمبري"

بابتسامة البطل العنيد.. "أبو علي" ينتصر على محنته بـ "ساندوتشات الجمبري"
بابتسامة البطل العنيد.. "أبو علي" ينتصر على محنته بـ "ساندوتشات الجمبري"
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

بابتسامة البطل العنيد، وقف "أبوعلي" شامخاً، يتحدى قسوة الحياة التي كشرت عن أنيابها في أشد لحظات العمر قسوة، لم يكن أي شيء قد أعده لهذه اللحظة التي سلبته فيها حادثة مفاجئة إحدى يديه، وكأنها أخذت معه مصدر دخله الوحيد الذي كان يعتمد عليه لإعالة أسرته، لكنه لم ينهار، ولم يستسلم لموجات الحزن التي غمرته، بل قرر أن يحول المحنة إلى منحة، ويخلق من ظلام اليأس نورًا يقود طريقه.

بلغ "عم أبوعلي" السبعين من العمر، وهو من مواليد مدينة الزقازيق بالشرقية، وقد اجتاز من الحياة الكثير.

 يروي أبوعلي: "شاء القدر أن أفقد إحدى يديّ في حادثة مفاجئة، وكان لهذا الحادث الأثر البالغ في حياتي، أحاطني الليل بظلامه، وشعرت بأن نور الأمل قد انقطع عني. لكنني قررت ألا أستسلم لليأس، وألا أخضع لمشاعر الإحباط. كان هدفي أن أخرج من ظلمات تلك الليالي، وأقف بجوار أسرتي مهما كان الأمر".

"عم أبوعلي" كان يعلم أنه أمام تحدٍّ كبير، ليس فقط بسبب فقدان يده، بل أيضاً لأنه كان عليه أن يعيد بناء حياته من جديد، بطريقة تضمن لأسرته استمرارها بكرامة. بعدما فقد دخله الذي كان يعتمد عليه، بدأ يفكر في كيفية توفير لقمة العيش لأسرته، كيف يكمل تعليم أولاده، وكيف يزوج ابنته التي كانت على وشك الزواج.

لم يكن أمامه خيار سوى البحث عن حل، وبدأت الأفكار تطرق بابه، حتى وجد الإلهام في ماضيه، حين كان شاباً يعمل في أحد مطاعم الأسماك، هذه الفكرة البسيطة تحولت إلى خطة؛ قرر أن يبدأ مشروعاً صغيراً يعد فيه ساندوتشات الجمبري، ولكن، كيف سيبدأ؟ من أين يحصل على المال؟

بإرادة قوية، باع "عم أبوعلي" أثاث منزله، واستدان بعض المال من أصدقائه، حتى أنه استعار مصاغ زوجته ومدخراتها، بهذه الأموال المتواضعة، أعد مشروعه، وطلب من نجار في المنطقة أن يصنع له عربة بسيطة مجهزة، ليبدأ العمل عليها.

بدأ العمل بتشجيع من زوجته وجيرانه، وبحب شديد لأولاده، كان يعرف أن نجاح هذا المشروع ليس مجرد مسألة بقاء، بل هو السبيل لضمان مستقبل أسرته. كان يعمل بجد لعدة ساعات يومياً، ولم يتوقف عند ذلك، بل كان يطمح إلى المزيد.

لكن الطريق لم يكن سهلاً، واجه "عم أبوعلي" الكثير من الصعوبات؛ من بينها قلة المال، وسخرية البعض من حالته، واعتقادهم أنه لن يستطيع إدارة المشروع. لكن إيمانه بالله، وثقته بنفسه، والكلمات التشجيعية من الرئيس عبدالفتاح السيسي لكل ذوي إعاقة، كانت بالنسبة له بلسمًا يداوي جراح قلبه وإعاقته.

تلك الكلمات التي ختم بها "عم أبوعلي" قصته ليست مجرد نصيحة، بل هي خلاصة تجربة إنسانية عميقة، هو درس في الحياة، درس تعلمه بدموعه وصبره، درس يعلمنا أن الصعوبات لا تأتي لتكسرنا، بل لتجعلنا أقوى، فالحياة مليئة بالمنعطفات، بعضها يجرحنا، وبعضها يوقظ فينا إرادة لا تنكسر.

فهذه ليست مجرد قصة كفاح، بل هي قصة انتصار الروح على الجسد، والإرادة على الظروف. وهي تذكير لنا جميعًا بأن الحياة تستحق أن تُعاش، بكل ما فيها من صعوبات، لأنها في النهاية تعطينا الفرصة لنكون أفضل، وأقوى، وأكثر إصرارًا على النجاح.

82.jpeg

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق وزير الصحة يوجه مديري مستشفيات أسوان بضمان استمرار توافر المستلزمات والأدوية
التالى اليابان تؤجل تسليم قاعدة تدريب جديدة للقوات الأمريكية إلى عام 2030